فراس ياغي يكتب لوطن: امريكا وإسرائيل وشراء الوقت

02.03.2024 10:58 PM

كل ما تقوم فيه الولايات المتحدة منذ اشهر هو طحن في الهواء، وخض ماء بلا زبدة ولا لبن، وهي تعمل على إعطاء الجيش الإسرائيلي وحكومة إسرائيل الفرصة وراء الفرصة لاستكمال مهمتها في تدمير غزة والمقاومة...وثبت ذلك بحديث وليام بيرنز في باريس بان على الناس في غزة الإحتجاج ضد قيادتهم، وان الهدف النهائي هو مقايضة الغذاء بالأسرى، وحين فشلوا بدأوا بمفاوضات وتسريبات للضغط على قيادة المقاومة وذلك لتحصيل الأسرى والمحتجزين بابخس الامثال، وبطريقة تسمح لنتنياهو بإستمرار حرب الإبادة ضد غزة.

اليوم وأثناء استمرار المفاوضات والتي من المفروض ان تبدا غدا في القاهرة، خرجت علينا امريكا بعملية انزال جوي للمساعدات، وهي تقول انها اصبحت مثل مصر والاردن لا حول ولا قوة بيدها، لدرجة ان كل المحللين بداوا في شحن السنتهم لتحليل قيام امريكا بهذه الخطوة، وبالتالي الابتعاد عن الحديث عن ان امريكا هي التي تمنع المساعدات باستخدامها حق النقض الفيتو في مجلس الامن وهي المشاركة في الحرب ليس بتزويد السلاح فقط وإنما بقوات في الميدان اكده الراحل الطيار الامريكي الذي قضى باشعال نفسه احتجاجا على مشاركة بلاده في عمليات الإبادة في غزة.

وتأتي قصة زيارة غانتس ايضا لواشنطن لتصبح مادة جديدة للنقاش وللحديث عن بدء واشنطن بالرد على نتنياهو من خلال تعميق الإنقسام الداخلي، لكن الغريب في الامر ان هذا التعميق ياتي في ظل دعم امريكا لبقاء غانتس في مجلس الحرب وتحت عناوين التأثير على القرار الداخلي، وفعلا استطاعت عبر تصويت غانتس وحزبه في الكنيست ضد اقامة دولة فلسطينية.

طبعا سياسة امريكا واضحة ولا اي نقطة غبار عليها وتتمثل في التالي:

أولا- إسرائيل خط احمر وممنوع ان تتعرض لاي هزيمة.

ثانيا- إسرائيل محمية امريكية امام اي قرار من مجلس الامن وغيرها من المؤسسات الدولية.

ثالثا- امريكا قد تختلف مع نتنياهو او غيره من القيادات، ولكنها لا تختلف على إسرائيل ولا مع إسرائيل.

رابعا- لا زال الرئيس بايدن اكثر تعاطفا مع إسرائيل وعواطفه تجاه الفلسطينيين هي سياسية ووفق مصالحه، يعني لأسباب إنتخابية.

خامسا- غانتس اصلا محمل نتنياهو جميلة على بقاءه في حكومة الطواريء، ومعلمه الامريكي يستدعيه ليناقشه في طبيعة التعامل مع نتنياهو في المدى المنظور، خاصة ان نتنياهو غير متمسك كثيرا ببقاء غانتس في حكومة الطواري،، فقد انهى ما كان يريده منه، والآن يريد العودة لحضن إئتلافه المكون من 64 عضو كنيست يوفرون له الامن والامان، ونتنياهو يعلم قلة خبرة غانتس. ضحالة ذكاءه.

سادسا- غانتس حتى الآن يحصل على اعلى النسب في استطلاعات الراي، لكن قصة ان يتمرد بعض اعضاء الليكود وينشقوا عن الليكود غير واقعية، فغالبية الأعضاء حتى الآن يهابون نتنياهو ولا يستطيعون التمرد عليه، رغم ان غالانت يعمل له أحيانا صداع.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير