الصحفيون في غزة لا منقذ لهم ولا مغيث

كتب: خالد سعيد
منذ بداية الحرب على غزة لم تتوقف آلة القتل والارهاب الصهيونية عن قتل واستهداف الصحفيين سواء الذين يعملون لصالح الوكالات الاعلامية الدولية أو المحطات الفضائية أو حتى النشطاء الذين اكتسبوا خبرة سريعة في نقل التوثيقات المصورة للأحداث عبر صفحات التواصل الاجتماعي المتمثلة بالتيكتوك والفيسبوك وغيرها.
كافة من يقومون بهذا العمل الكبير هم فلسطينيون بعد أن طلب من جميع الصحفيين الأجانب مغادرة القطاع خلال الأيام الاولى للحرب خوفا من أن يتعرضوا للقتل او الجرح في هذه الحرب المسعورة التي يشنها الكيان على قطاع غزة.
وبالفعل فقد أعملت آلة القتل والارهاب والدمار الصهيونية قتلا بعشرات الصحفيين والنشطاء الاعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة والذين بلغ عددهم 126 صحفيا وناشطا اعلاميا وأصيب كذلك العشرات منهم اصابات شديدة وخطيرة، حتى كتابة هذا المقال، وهو ضعف عدد الصحفيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية التي استمرت 5 سنوات.
من ينظر الى حجم وطبيعة الاستهدافات التي تعرض لها الصحفيين والمؤسسات الاعلامية يرى التعمد والملاحقة اللصيقة لهم ولعائلاتهم ولمكاتبهم وكذلك يرى حجم الإفلاس الدولي في متابعة ومعالجة ومحاسبة الاحتلال على مثل هذه الجرائم حيث لم يتعدى الأمر سوى بعض البيانات التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
بالاضافة الى ذلك فإن العالم بحكوماته وشعوبه قد أتخم بحجم التغطية الإعلامية التي تخرج من غزة والتي تصور التوحش الصهيوني بكل تفاصيله فأصبحت المشاهد التي يتم نقلها اليوم لا تتعدى أن تكون نسخا وتكرارا لذات مشاهد القتل والاجرام التي تمت على مدار 136 يوما مضت من الحرب الشعواء وعلى الرغم من ذلك فإنها لم يكن لها الأثر الكافي الذي يجعل هذه الحكومات توقف نقل سلاحها وذخيرتها الفتاكة الى الكيان الصهويني أو تجبره من خلال قرارات ومواقف حازمة على وقف حربه.
في ظل هذا المشهد المؤلم الذي تسببت به آلة الإرهاب الصهيوني ألم يحن الوقت للصحفيين والمؤسسات الاعلامية لأن يعلنوا الاضراب المفتوح عن العمل في قطاع غزة ويطالبون بإرسال وفود إعلامية عربية ودولية لتقوم بواجب نقل عمليات الإجرام والقتل والتدمير الصهيوني في غزة والمعاناة التي يحياها الصحفيين أنفسهم وكافة ابناء الشعب الفلسطيني هناك.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء