جميل السلحوت يسرد حياة شقيقه داود

12.02.2024 07:58 AM

كتبت إسراء عبوشي: صدر للأديب جميل السلحوت، عن أزبكية رام الله للطباعة والنشر، في 200 صفحة من القطع المتوسط، كتاب "شقيقي داود" وهو سيرة غيرية عن رجل الأعمال داود السلحوت، شقيق الكاتب.

الشقيق في اللغة هو الأخ من نفس الأب والأم، وهو النظير والمثيل، وهو نصف الآخر، شق القلب، والسند وحامي الظهر، وشقيق جميل داود هو كل ذلك لهذا استحق هذه السيرة وهذا الجهد، الأخ الذي شد عضد إخوته وبذل لأجلهم الجهد والمال والوقت والصحة، وكان عكاز الزمان لوالديه، والأمل لأجيال العائلة القادمة.
يشار إلى أن الأديب السلحوت قد كتب من قبل سيرته الذاتية في كتابين هما "أشواك البراري- طفولتي" و "من بين الصخور- مرحلة عشتها".

اهتم من خلالهما بتوثيق الأحداث السياسية وإعطاء القارئ نبذة عن الحياة الاجتماعية والظروف المعيشية، وطبيعة الحياة، متجاهلا ذاته وانطباعاته النفسية ودوافعه الشخصية، وقف جميل السلحوت حين كتب سيرته الشخصية كحنظلة شاهد على العصر، تدور حوله الأيام وهو يسرد ما يراه، بينما في سيرته الغيرية "شقيقي داود" هو يكتب سيرة عائلية ومادة تتحدث عن التفاصيل بداية من جذور العائلة إلى الأحفاد، ذاكرا الوالد والوالدة والأبناء والبنات وانسبائهم، وإخوته من زوجة والده وزوجة والده، وتعليم ابنه قيس بأمريكا وزوجه من الفتاة التونسية مروة عام 2013م، وزواج داود من تهاني داود عبد العلي جعافرة، وكيف تركها وهي حامل بابنها علاء عام 1995م، إلى أن لحقت به بعد أربعة أعوام ونصف، ثم أنجبت هناء وريام ، وخسارته للهوية الفلسطينية، وقد دعم كل ذلك بالصور، ذاكرا صفات داود وتميزه عن إخوته وأقرانه وطموحه وتواضعه، فقد تفاجئ حين أخبره جميل السلحوت أنه يكتب سيرته، بحجة أنه عاش حياة عادية وان قصة نجاحه وصعوده في الغربة ووفاءه لعائلته شيء عادي، بينما هو مدرسة لبناء الذات والنجاح وتحقيق الطموح وكل ذلك مع المحافظة على الأخلاق التي بذل أهله جهدهم لتربيته عليها.

ولم تخلوا سيرة داود من ذكر بعض الأحداث السياسية والحياة الاجتماعية لو أخذنا السيرة الغيرية كرواية المحور كان العائلة أما الأحداث الفرعية فكانت الأمور السياسية والاجتماعية.

لقد تعرفنا على الكاتب جميل السلحوت من خلال سيرة شقيقه داود أكثر من سيرته الشخصية الجزأين "أشواك البراري" و "من بين الصخور"

حمل داود الهم باكرا فقد كانت الظروف الاقتصادية والاجتماعية للعائلة صعبة جدا، داود السادس عشر في تريب الأبناء، تدرج بالأعمال بداية عمل في الدهان ثم عمل نادلا، بعد أن خضع لدورة تدريبية، ثم عمل في أحد الفنادق وبعد ذلك مسؤول ندّل إلى عام 1988 بعد ذلك بدأت رحلة عمل أخرى في أمريكا حيث عمل بالتجارة مع أخويه جمال وكمال.
بأسلوب شيق وسرد سلس، وبتسلسل زمني، وترابط محكم، كتب جميل السلحوت عن الظروف البيئية التي أثرت على نشأت داود، في جبل المكبر بالقدس حيث ولد داود في عرب السواحرة عام 1963، وأولى الحال الإقتتصادي والاجتماعي والسياسي في تلك الحقبة من الزمن اهتماما، معرجا على العلاقات الأسرية داخل المجتمع البدوي ومركزا على وضع المرأة اجتماعيا وعلميا.

العامل المشترك في نجاحه بالعمل قبل سفره بفلسطين وبعد سفرة لأمريكا، هو ذكاءه وتميزه وإصراره على النجاح وقدرته على الإقناع وثقته بنفسه وبقدراته، لم يكمل تعليمه رغم إصرار شقيقه جميل وحثه على الدراسة، ليثبت لجيل الشباب أن الذكاء والقدرات العقلية ليست بامتلاك الشهادة فقط.


لقد تميزت هذه السيرة بأنها مثيرة للاهتمام، ملفتة كقصة نجاح متميزة لإنسان بدأ حياته من الصفر، وكلما أغلق بوجهه باب فتح بابا آخر، بعزيمة وإصرار متفائل .

عاد للوطن بعد أن فتح صالة أفراح، الطفل الذي قام بتربية الأرانب دون رأس مال فقط ليوفر للعائلة وجبة لحم أسبوعية، اليوم يضيء سماء المدينة مع كل عرس، تصدع الأغاني وتعلو الزغاريد، لقد توج مسيرة حياته بصالات التاج الذهبي، مجال عمله اليوم بالأفراح والمناسبات السعيدة، يزداد رزقه كلما فرح الناس.
هي قصة نجاح تستحق أن تحكى وتدوّن.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير