اليوم الثاني والعشرون بعد المائة لحرب الإبادة على غزة، 5 فبراير 2024

زينب الغنيمي تكتب لوطن من غزة.. عدوانٌ طاحنٌ، وزيف ادعاءات حكومة الحرب الصهيونية عن أيّ اتفاق

09.02.2024 07:33 PM

مازال العدوان الصهيوني في أوجِهِ خصوصًا في محافظة خانيونس ومدينة غزة، بل ويأخذ أبعادًا غير مسبوقة في حجم التدمير.

ففي خانيونس يستمرّ مسلسل حصار المستشفيات على نفس النهج الذي حدث في مدينة غزة وشمالها، مع استمرار تدمير المباني والمؤسسات والمنشآت بنفس الطريقة أيضًا.

وفي مدينة غزة، وبالرغم من الحديث عن انسحابات من الشمال ومناطق أخرى إلّا أن العمليات العسكرية الهمجية لم تتوقف، واشتدت خلال الآونة الأخيرة حيث أنه لليوم التاسع على التوالي والمدينة ترزح تحت القصف، حيث يجري تدمير المزيد مما تبقى من أطلال للبيوت والمنشآت الرسمية والتي سبق أن دُمِّرت بالصواريخ.

لا يمكن تصوُّر المشهد، وما الذي يسعى إليه جيش الاحتلال الصهيوني، فكافّة أحياء غرب مدينة غزة شمالّا وجنوبّا وأيضًا وسط المدينة لم يعد فيها سوى حوائط مهدومة. المدارس والجامعات أيضًا تم تدميرها وتهجير النازحين منها وهم الذين لجأوا إليها سابقًا حيث لم يتبق مكانٌ لهم. ورغم كلّ ما يُعلنه قادة ذلك الجيش بأنهم يبحثون عن شيءٍ ما، فإنّ كلّ ذلك مجرّد ادعاءاتٍ واهية لتبرير همجيّتهم أمام دول العالم وتبييض صفحتهم أمام جمهورهم.

نحن نرى كيف يتلوُّن قادة الحرب الصهاينة في تصريحاتهم حول اتفاق هدنة، ويدّعون أنهم يرغبون بعقد اتفاق، في الوقت الذي يستمرون بعملياتهم العسكرية المدمرة، وما زالوا يتحدثون عن الانتقال إلى رفح من أجل استكمال خططهم الجهنمية، ويقومون حتى بإلقاء المنشورات على مدينة رفح ليخبّروا المواطنين "نحن نريد اتفاق، وحركة حماس لا تريد هذا الاتفاق، ولذلك عليكم أن تتحملوا ذلك"، وذلك تمهيدًا لتبرير هجومهم الذي ينوون عليه.

صحيح أن الشعب تعب من هذا العدوان وتبعاته، ولكن في نفس الوقت لا أحد يريد عقد اتفاق هدنة مؤقتة، لأنّ ذلك يعني المزيد من الدمار، بل قد يصل تعسّف حكومة الحرب الصهيونية وجبروتها إلى تنفيذ مخطّطها لتهجير الشعب خارج قطاع غزّة ونحو سيناء، خصوصًا بعد التفاهمات التي جرت مع بعض الدول العربية ومنها دولة الإمارات لتغطية نفقات بناء الجدار بعمق ثلاثين مترًا تحت الأرض على طول السياج الحدودي مع مصر بما يسمى محور فيلاديفي. ومازالت دولة الاحتلال بدعمٍ من الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على مصر بهدف تغيير موقع معبر رفح، كي يقوموا بتوسيع المنطقة العازلة بين قطاع غزة وحدود فلسطين المحتلة سنة 1948، حيث يسعون لأن تكون تلك المنطقة بعرض كيلومتر على الأقل من أراضي قطاع غزة على طول الحدود الشرقية.

إننا لا نرغب في اتفاقٍ مؤقت وأيّ اتفاقٍ لا يضمن الوقف النهائي لهذا العدوان الهمجي. ويجب على أيّ اتفاقٍ أن يشمل إعمار قطاع غزة في زمنٍ قياسي، وعدم تسليم أيّ أسيرٍ صهيوني قبل الالتزام بهذه الشروط. إنّ الأثمان التي دفعها الشعب في قطاع غزة والضفة الغربية خلال هذا العدوان تستحقّ أن ننتظر حتى تُجبَر حكومة الحرب الصهيونية على قبول هذه الشروط، وغير ذلك سيكون انتحارًا لشعبنا، وشعبنا لم ولن يحبّ الموت يومًا، وبالأخصّ الموت المنسيّ الذليل.

زينب الغنيمي، من مدينة غزّة تحت القصف

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير