حمدي فراج يكتب لوطن: ليس الشيطان في التفاصيل فقط.. إسألوا من كان بها خبيرا .. و جديرا

02.02.2024 10:45 AM

  بدأ الحديث الجدي عن الصفقة / الهدنة / وقف النار / الاستراحة / الانسحاب / التبادل / اليوم التالي ... الخ ، و سنسمع الكثير الكثير من التحليلات و الآراء والمواقف التي تحث على الدخول في العملية التي دبجت بنودها في باريس برعاية أمريكية و حضور عربي ضعيف، ممثلا بالدولتين الوسيطتين مصر و قطر، ذات التأثير اللافت من قبلهما على فصائل المقاومة و بالتحديد على حركة حماس، وبالمناسبة فإن الحضور العربي كله تقريبا كان ضعيفا خلال العدوان الابادي على غزة على مدار الأربعة أشهر الماضية .
  سنسمع من يؤيد الصفقة، و من يعارضها، و كلا الطرفين ، سيجانب الصواب بعيدا مهما امتلك من أدوات التحليل، اذ لا يمكن البت في قضية معينة مصيرية على هذا النحو، دون ان يلم بالتفاصيل، بل بتفاصيل التفاصيل التي فيها يكمن الشيطان، كما يقال. في اتفاقية أوسلو قال الرئيس السوري السابق حافظ الأسد ان كل بند فيها يحتاج الى اتفاقية ، أما المسألة الثانية فهي المتعلقة بقدرات المقاومة ، فهي الأكثر معرفة والاجدر في التقرير والاحرص على عدم تضييع أي فرصة والاقدر على التمييز بين الثمين و الاثمن او كما قال الرئيس الإيراني الأسبق احمدي نجاد التمييز بين الجوهرة و البلحة .
 وبالنسبة للتفاصيل التي يكمن فيها الشيطان ، فإن الشيطان لم يعد خافيا على احد ، و هو ظاهر للعيان في التفاصيل و غير التفاصيل ، في البدايات و النهايات ، المقدمات و النتائج ، في الظواهر و البواطن ، الناس عرفوه في شوارع العالم قاطبة ، محكمة العدل الدولية بدأت محاكمته بأخطر تهمة في التاريخ وهي الإبادة الجماعية ، أمه أمريكا ضاقت به ذرعا ، جدته بريطانيا أعلنت انها لن تقيم له وزنا و ستعترف بالدولة الفلسطينية حتى بدون اتفاقية سلام معه ، و هو هذا الشيطان يعلن على الملأ انه لم يحقق أهدافه بعد، و لسوف يستأنف ما بدأه بمجرد إستعادته أسراه بالتفاوض بعد ان فشلت كل محاولاته الشيطانية بما في ذلك قتلهم او اغراقهم بمياه البحر.

إن الضغظ الداخلي الذي يواجهه لأشد وطأة عليه حتى من القتال في وحل غزة ، هذا الضغط المتصاعدة وتيرته مع مرور كل يوم جديد ، لسوف يتوقف فورا بعد عودة هؤلاء الاسرى الى بيوتهم ، بل ان هذا سيرتد على غزة مقاومة وشعبا لانها احتجزتهم طوال هذه المدة. انه نفسه الشيطان الذي بعد خروج منظمة التحرير من بيروت عام 1982 بوساطة أمريكا و بعض الاعراب، انقض على صبرا و شاتيلا و أوقع فيها مجزرته المشهودة في التاريخ. انه نفسه الشيطان الذي وقع مع المنظمة اتفاقية أوسلو، و حولها من رأس حربة حركات التحرر الوطني في العالم قاطبة ، الى مجرد سلطة "بدون سلطة" كما يقول عنها أصحابها .
  جاهل او واهم من يظن ان كتائب القسام او غرفة العمليات المشتركة في غزة ستوافق او ترفض المعروض يدون موافقة قائد محور المقاومة، انه كان بها خبيرا و جديرا .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير