اليوم الرابع عشر بعد المائة لحرب الإبادة على غزة، 28 يناير 2024

زينب الغنيمي تكتب لوطن من غزة: استهداف الأنروا: جزءٌ من المخطط الصهيوني لتجويع الشعب في قطاع غزة

01.02.2024 10:43 AM

الغضب الصهيوني والأمريكي شديدٌ جدًا من قرار محكمة العدل الدولية الذي طالب الكيان الصهيوني باتخاذ تدابير لتفادي حدوث المزيد من جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وقد بدأت ترجمة هذا الغضب العملية فورًا من خلال ممارسة المزيد من الضغط على الشعب الفلسطيني بتجويعه، ووقف أيّة مساعدات يمكن أن يتلقاها، وذلك باستهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين -أنروا، وتلفيق ادعاءٍ ضدها بأن موظفيها شاركوا في أعمال المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني وتحديدٍا يوم السابع من أكتوبر من العام المنصرم، وذلك بهدف التحريض ضدها ووقف الدّعم المقدّم لها من دول العالم لشدّ الخناق على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

هذا مع العلم أن الأنروا ومنذ بداية العدوان الصهيوني قد استجابت لقرار حكومة الحرب النازية بالخروج الفوري من مدينة غزة والشمال، وأوقفت كافة عملياتها التشغيلية في هذه المناطق و تخلت عن مسؤولياتها بشكلٍ واضح، حيث صرّح مسؤولوها عدّة مرات أنّهم غير مسؤولين عن الناس الذين نزحوا إلى مدارس ومقرّات الأنروا في مدينة غزة والشمال، الأمر الذي كان محلّ انتقاد من قبل القوى الفلسطينية.

ومما يؤكّد النوايا العدائية لحكومة الحرب الصهيونية وحليفتها أمريكا ومؤيديها من الدول الاستعمارية، أنّه وقبل التحقّق من ذلك الادعاء ضد الأنروا وموظّفيها قامت تلك الدول وبشكلٍ فوري بالإعلان عن قطع مساعداتها عن الأنروا، مما سيؤثّر وبشكلٍ سلبي على مستوى الخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين، ليس فقط في قطاع غزّة بل في دول اللجوء المجاورة.

وفي نفس الوقت، تعلن فيه الحكومة الصهيونية إصرارها على عدم الامتثال للإجراءات والمطالب الإنسانية بزيادة إدخال المساعدات إلى مدينة غزة وشمالها، سواء الواردة في قرار المحكمة أو التي تطالبها به كافة الدول بما فيها الدول الداعمة لها، حيث أنّه بالرغم من سماحها بإدخال بعض شاحنات المساعدات إلى مدينة غزة، غير أنّها في نفس الوقت تستمر بقصف دوّار الكويت في التوقيت الذي تعبر منه تلك الشاحنات وبشكلٍ يومي منذ صدور قرار محكمة العدل، ما يُوقع عددًا من الشهداء والجرحى بين المواطنين الذين ينتظرون تلقي المساعدات.

كل ذلك الضغط المتعدّد الأبعاد يأتي في سياق تشديد الخناق على الناس لإجبار حركة حماس القبول بالشروط الصهيونية في صفقة تبادل الأسرى التي يجري التحضير لها في الآونة الإخيرة، في حين أنّ حركة حماس لا تقبل بالشروط التي لا تضمن وقفًا نهائيًا للعدوان الصهيوني على القطاع، وأن تتضمن الصفقة إعادة إعمار ما تم تدميره. ولا شك أن هذه المطالب تتوافق ومطالب شعبنا بعد كلّ الكوارث والجرائم التي ارتكبتها حكومة الحرب النازية خلال الفترة الماضية.

زينب الغنيمي، من مدينة غزّة تحت القصف والعدوان

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير