حمدي فراج يكتب لوطن: الوطن العربي قاعدة أمريكية.. اسألوا الهندي الاحمر

29.01.2024 10:15 AM

 

قامت الدنيا و لم تقعد بعد ، على مقتل الجنود الأمريكيين الثلاثة في احدى القواعد الامريكية في الشرق الأوسط ، و لا نعرف بالضبط ما هي التداعيات على ذلك و متى ستقعد – الدنيا - .

تخبطات عديدة صاحبت الإعلان عن العملية ، فعدا عن التأخير الزماني لأكثر من عشر ساعات ، كان التخبط المتعلق بمكانها ، فأمريكا صاحبة القاعدة تقول انها في الأردن التي نفت ذلك ، لكنها دانت العملية ، و هي لربما المرة الأولى التي تدين هجمة مشابهة على قاعدة أمريكية في سوريا و العراق من بين اكثر من مئة وخمسين هجمة منذ طوفان الأقصى قبل حوالي أربعة اشهر .

لا داعي للعربي ان يتحرج من وجود قاعدة أمريكية على ارضه ، فالوطن العربي مزروع بالقواعد الامريكية ، و ينفع ان نقول انه عبارة عن قاعدة أمريكية ، و مخزن كبير للسلاح الأمريكي بما في ذلك المحرم دوليا ، و قيل انه خلال العدوان على غزة ، غرفت أمريكا من مستودعاتها في الأردن و اعطتها لإسرائيل ، رغم ان الأردن نفت ذلك أيضا . سجون أمريكية سرية تحت الأرض العربية  ، تم فضحها من قبل ، خاصة في الوقت الذي احتلت فيه العراق.

التخبط الثالث كان في عدد الإصابات ، قالوا انه خمس و عشرين جنديا و من المحتمل ارتفاعه الى أربعة و ثلاثين ، كيف سيرتفع العدد لطالما ان الهجمة نفذت و انتهت ؟

و تبقى التخبطات أعلاه ، تخبطات شكلية ؛ زمانية ، مكانية ، عددية ، لكن التخبط الجوهري كان في ردة الفعل الرسمية الصادرة عن الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي اعلن ان "قلب أمريكا مثقل بالحزن على الجنود الثلاثة" ، فماذا عن القلب الفلسطيني المثقل بالحزن على ثلاثين الفا غالبيتهم من الأطفال و النساء ، متورطة أمريكا الرسمية في ابادتهم عبر أسلحتها و أموالها و مواقفها الرافضة مع سبق الإصرار و الترصد و الفيتو بوقف هذه الإبادة ، و بالمناسبة هناك محكمة في كاليفورنيا بدأت النظر في قضية من هذا القبيل ضد بايدن بعد قرار محكمة العدل الدولية بقبول دعوى جنوب افريقيا ضد إسرائيل بالابادة .

و ماذا عن القلب العربي المثقل بعشرات ملايين الضحايا من أبنائه القتلى و الجرحى و المشردين و الميتمين و الارامل جراء سياستكم لحماية إسرائيل العدوانية الاحتلالية في المنطقة عبر ثمانين سنة من الزمان . قتلاكم الثلاثة ليسوا أطفالا أبرياء ، كانوا جنودا معتدين ، جاؤا يقتلون و يقتلون ، أم ترانا نصدق انهم هنا لمنع الإرهاب و حماية السلام و الازدهار و الديمقراطية كما يصدق حكامنا ؟

تقول الحكاية ان طاقم رواد الفضاء الى القمر ، ذهبوا لعمل "بروفة" في ارض نائية ، فرآهم هندي أحمر عجوز ، و سألهم عن ماذا يفعلون ، فقالوا له اننا نستعد للذهاب الى القمر ، فقال لهم اننا نؤمن ان ارواحا ملائكية هناك و بيننا لغة خاصة ، هل لكم ان توصلوهم هذه الجملة ، و بعد ان كررها لهم عدة مرات ، ليحفظوها دون ان يفهموها ، و عندما سألوا عنها لاحقا من يعرفها تبين انها : لا تصدقوا هؤلاء ، انهم يريدون منكم شيئا واحدا و هو الاستيلاء على ارضكم .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير