عن أخطر جبهة تقلق “اسرائيل”!

12.01.2024 09:09 PM

كتب نواف الزرو :  هي جبهة حربية اخرى تعتبرها المؤسسة الاسرائيلية  بكل عناوينها -الامنية-العسكرية –السياسية –الاعلامية –الاكاديمية وغيرها- اخطر جبهة تفتح ضد”اسرائيل” بعد العسكرية، بل انها جبهة تشكل تحديا وخطرا استراتيجيا على مستقبل تلك الدولة، هي جبهة “نزع الشرعية الاممية عن اسرائيل”، وهناك قلق وهلع وهواجس وجودية اخذت تتفاقم وتتسيد الجدل السياسي الاسرائيلي في ظل هذا المناخ الدولي الاممي الناهض المناهض ل”اسرائيل المجرمة”، ول”اسرائيل العنصرية -دولة الابتهايد- في العالم”، واخذت هذه الهواجس تنعكس تباعا في ادبياتهم السياسية  على نحو متصل..فالمظاهرات والمسيرات والاعتصامات وقوافل التضامن المليونية مع غزة التي تتواصلت على مدى ثلاثة شهور ةاكثر، تحولت الى جبهة اعلامية اخلاقية قانونية تثير القلق والرعب لدى المؤسسة  الصهيونية، وخاصة في بعدها الاخلاقي والقانوني، وكذلك الحملات الشعبية المدنية التضامنية مع فلسطين، التي انتشرت على امتداد المساحة الاوروبية، ترعب من جهة ثانية الدولة الصهيونية.

فالاجماع السياسي الامني الاكاديمي الاسرائيلي، ان الفلسطينيين  ومعهم حلفاؤهم في العالم، نجحوا في فتح جبهة جديدة- جبهة شرعية وجود اسرائيل-  لم تعهدها “اسرائيل” على مدى عقود عمرها الماضية، ولم تكن واردة في حساباتهم بانها ستشكل تهديدا استراتيجيا لمستقبل دولتهم، الى جانب التهديدات الاستراتيجية، وهي كثيرة ومتشعبة.

فهاهو رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو يعلن في اقرب تصريح له”إن إسرائيل تتعرض لهجمات تهدف إلى نزع الشرعية عن مجرد وجود الدولة والسيادة اليهودية والحدود”، متطرقا إلى تصريحات ايقونة الاعلام الامريكي على مدى ستين عاما هيلين طوماس، التي دعت اليهود للعودة إلى بولندا أو المغرب، وقال”إن هذه هي دولة اليهود، وأن هذه التصريحات تعني تفكيك المشروع الصهيوني/ “، والكاتب أري شافيت يقول في”هآرتس ” ان نزع الشرعية هو التحدي الوجودي الاكبر لاسرائيل”، مضيفا:”انها حرب قانونية لم نشهدها مع الفلسطينيين من قبل”، ويقول الجنرال احتياط عاموس جلبوع في معاريف -“ان هناك اربعة جبهات ضد اسرائيل يوجد بينها اتصالات متبادلة: المعركة الاعلامية، المعركة القانونية، المعركة السياسية- التي وصلت ذروتها بالاعتراف الاممي بالدولة الفلسطينية-، واخيرا، المعركة الاقتصادية-بالمقاطعة الفلسطينية للبضائع الاسرائيلية، وكذلك بالحملة الشعبية والرسمية الاوروبية لمقاطعة بضائع المستعمرات اليهودية-“، ونضيف من جهتنا جبهة خامسة وهي العسكرية التي يسجل فيها الفلسطينيون انتصارا ردعيا وسياسيا وقانونيا  كبيرا،  ثم يعود جلبوع بعد نحو ستة شهور ليكتب في معاريف، الغاية البعيدة لهذه الحرب هي اسقاط اسرائيل عن خريطة دول العالم، أو على الأقل جعل دولة اسرائيل تكف عن كونها دولة يهودية ذات سيادة، والغايات المتوسطة لها اثنتان: الاولى شيطنة الدولة بواسطة العيب الذي لا ينقطع عليها، بحيث تفقد الدولة شرعيتها الدولية؛ والثانية الافضاء الى أن تفقد اسرائيل بالتدريج قدرتها على الدفاع عن نفسها وان تفرع يديها تسليما سلفا في مواجهة كل عدوان عنيف وتقبل املاءات استسلام مختلفة”، ويؤكد المحلل ألوف بن في هآرتس “ان الانتفاضة البيضاء الفلسطينية  تسعى الى عزل إسرائيل دولياً”، ويلحق بهم دوري غولد في اسرائيل اليوم- قائلا:” ان المعركة في مواجهة سلب الشرعية الاسرائيلية”، ويوثق معهد رئوت في دراسة له”ان الاحتجاجات ضد إسرائيل في العالم تزعج الإسرائيليين ويعتبرونها تهديدا استراتيجيا “.

وبناء على كل ذلك نعتقد ان على كافة القوى الحية في العالم ان تحشد طاقاتها باتجاه واحد: تزع الشرعية الدولية-الاممية عن اسرائيل….!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير