اخلاقيات الثائر ... ووحشية الاحتلال الواضحة

29.11.2023 05:17 PM

كتب فادي البرغوثي: المظاهرالانسانية التي يخرجها القسام في تعامله مع الاسرى، يعطي دلالة كبيرة للعالم حول المفهوم الانساني للثقافة الاسلامية في التعامل معهم، ما يجعل العالم يغير فكرته حول الشعب الفلسطيني وقضاياه التحررية.

وهذا ياتي في إطار تطور الاحزاب السياسية والحركات الثورية وفهمها لطبيعة دورها، التي تجعل التطبيق العملي للفكرة هو الدليل على نهجها خاصة ان العالم لا يتضامن معك في خطابك المنفر اذا اعتمدت على افكار دينية متطرفة وذات فتاوي ليست تتلائم مع روح العصر او لديها اشكالات بالاصل كما حدث مع جماعة داعش والنصرة في سوريا.

مقابل هذا الشيء ظهر موقف واجرام دولة الاحتلال التي لا نختلف بطبيعة الحال عن طبيعتها الاجرامية التي اكتوى فيها شعبنا عبر الزمن وهو الانسجام الخطابي الديني مع التصرفات العملية، والتي اظهرت فيه الدولة الصهيونية على طبيعتها وحقيقتها المخفية عبر الزمن 

وعطافا على ذي وبما اننا نتحدث عن الاسرى الفلسطينيين كان الاحتلال يمارس عبر الزمن التعذيب النفسي والجسدي دون ان يظهر حتى علامات على الجسد الواقع تحت التعذيب لايصال رسالة للعالم ان الاسير الفلسطيني لا يتعرض للتنكيل والتعذيب .... الان "اسرائيل" وصلت من العنجهية بعدم اخفاء طابعها السادي المجرم خاصة في الايام السابقة التي ارتقى عدد من الشهداء تحت الة التعذيب في سجون الاحتلال الصهيونية، واشرنا سابقا الفرق بين الثقافتين في التعامل مع الاسرى"بين الاحتلال والقسام".

نفس الشيء اظهره ابطال العمليات ضد الاحتلال الاسرائيلي في الضفة بتجنبهم الواضح للاطفال والنساء او من خلال المعارك التي قام فيها "القسام" في غزة ايضا التي لا تستهدف الا الجنود دون المدنيين في حين اظهرت ان الدولة الصهيونية لم تستهدف الا الاطفال والنساء في عملية اجرام وصفت الاعنف منذ الحرب العالمية الثانية.

اخيرا لا يجب الاستهانه ما يحدث عالميا لهذا التحدي الذي يخرج للشوارع رغم محاولة تكميم الافواه عند الدول الغربية التي بدأت تظهر حقيقة الدولة الصهيونية لهم رويدا رويدا، الامر الذي سوف يطرح على هذه الشعوب قوانينها وعنصريتها المقتيته ووجودها الغريب في الشرق وطريقة تعاملها مع الشعوب والمساهمة الاستعمارية في خلقها دون وجه حق، والاهم هو الاصابع الخفية التي تحرك الدول ورؤسائهم في تبني سياسات غير انسانية لدول دساتيرها وقوانينها بالاساس تحث على تطبيق الديمقراطية ما يجعلنا نتعرف على التناقض العملي في التعاطف ودعم السياسية الغربية الرسمية مع الدولة الصهيونية المجرمة الامر الذي  يجعل هذه الشعوب على المحك في المستقبل التي اتوقع انها ستنحاز لصالح القضية الفلسطيني نتيجة الوعي الحاصل من قبل الشعب الفلسطيني وقواه الحية المناضلة في خطاب هذه الشعوب ومدى انكشاف الدولة الصهيونية ... وما التحديات التي ظهرت من المثقفيين في هلود او العاملين في وسائل الاعلام من الوصول حتى لفقدان وظائفهم  او الخروج للشارع ما هو الا بداية الامور.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير