خاص لـ 'وطن': بالصور... تم تأسيسه سرًا.. أول متحف فلسطيني خاص في غزة

08.10.2013 04:08 PM
غزة - وطن - محمد عثمان: أنشأ الباحث في علم الآثار، وليد العقاد، أول متحف فلسطيني خاص بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، والذي بدأ بانشائه سرا قبل أكثر من (35 عاما) في ظل الاحتلال الاسرائيلي للقطاع.

المتحف الواقع على مساحة 400 متر، والذي يمثل جزءاً من منزل العقاد، يحتوي على المئات من القطع الاثرية كعملات وأسلحة وأعمدة وتوابيت تعود إلى عصور متعددة، بالإضافة لهيكل عظمي لشخصية مهمة في العصر البيزنطي.

وقال العقاد (58 عاما) لـ "وطن": إن الفكرة نبعت من منطلق الغيرة الوطنية على التراث والآثار الفلسطينية، مضيفا: عندما شاهدت وزير الحرب الاسرائيلي الأسبق موشيه ديان يُنقّب بنفسه فترة السبعينيات في مناطق عديدة بمدينة خانيونس في تل "قطيفة" وتل "ريدان"، وفي تل "زعرب" بمدينة رفح، و"أم عامر" بالنصيرات، قررت حينها محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الإرث الفلسطيني الضائع والمسروق في ظل الاحتلال.

بدأ العقاد بجمع الآثار بناء على وصية والده للمحافظة على المقتنيات التراثية الموجودة بحوزته، وهي عبارة عن سيف قديم هندواني (650 عاما) توارثه عن أجداده، وأختام عثمانية قديمة تعود للجد القديم "العقاد".

وأوضح العقاد: كل ذلك أعطاني دافعا للبحث والمحافظة على التراث، كما أنني زرت المناطق الاثرية بمصر في سن الـ (13 عاما)، كالأهرامات والمتحف الحربي والزراعي وقلعة محمد علي، وبكل ما أملك بدأت بالبحث والتنقيب وإن اضطرني الأمر أحيانا إلى الشراء، ثم أسست المتحف سرا في ظل الاحتلال، ولم يرى للنور إلا بعد خروج الاحتلال من غزة ودخول السلطة.

وتراوحت أسعار القطع التي اشتراها العقاد لاقتنائها في متحفه ما بين 100 إلى 700 دولار. فيما توقف عن التنقيب لوجود جهات مسؤولة عن المناطق الأثرية.

وأضاف العقاد: المناطق الحدودية هي الغنية بالآثار لأنها مرتفعة، والحضارات القديمة كانت تسكنها لاكتشاف العدو من مسافات بعيدة، لكن الجهات المعنية لا تستطيع البحث فيها تجنبا للمخاطرة.

وقال العقاد إنه أُطلق عليه الرصاص من قبل الاحتلال أكثر من مرة حينما اكتشف تابوتا نادرا من الرصاص اللين يزن 110 كيلو، بعد تجريف الاحتلال للمناطق الشرقية من خانيونس، ويعود للفترة البيزنطية (350 م)، موضحا :"اضطررت بسبب المخاطر لتفكيكه وسحبه قطعة قطعة، فيما وجدت داخله قطعتي نقود بيزنطية وهيكلا عظميا يعود الى شخصية مهمة في ذلك العصر، وهو أثمن قطعة عثرت عليها بعد تجريف الاحتلال لمناطق الحدود الشرقية بمدينة خانيونس"

وأشار العقاد إلى أنه تبرع بقطعة أرض لبناء متحف يليق بهذه المقتنيات لتأخذ حقها في العرض والمشاهدة والتي تتراوح حقبها الزمنية ما بين العصر الحديدي (1200 ق.م) إلى فترة الحروب الحديثة التي مرت على فلسطين، إضافة للحكمين المصري والعثماني، وبعض الآثار الكنعانية والرومانية والبيزنطية واليونانية.
تصميم وتطوير