أستاذ الإعلام في الجامعة العربية الأمريكية سعيد أبو معلا لوطن: الإعلام الغربي طرف لصالح الاحتلال ويفتقد للمهنية

20.11.2023 06:52 PM

 

وطن: منذ اللحظة الاولى للحرب التي تشنها دولة الاحتلال ضد قطاع غزة، ظهر الاعلام الغربي كطرف في هذه الحرب، وكأنه كان مستعدا للهجوم وتحشيد الرأي العالمي ضد حركة حماس والشعب الفلسطيني، فقد شاهدنا التقارير الكاذبة، وشهادنا التمثيليات التي تهدف لإقناع العالم أن "إسرائيل" تتعرض لهجوم يهدد وجودها، ولم يأبه الاعلام الغربي للصور والمشاهد التي تبث مباشرة من قطاع غزة لأشلاء الاطفال والنساء والهدم والتدمير الذي تتعرض له منازل المواطنين الابرياء.

ما قام به الإعلام الغربي في هذه الحرب، ينافي جميع النظريات الاعلامية، وينسف فكرة كون الإعلام سلطة رابعة محايدة تهدف للوصول الى الحقيقة وايصال المعلومات للناس وليس تضليلهم.

سعيد أبو معلا المحاضر في الجامعة العربية الامريكية، قال لوطن، إن "الإعلام الغربي منذ بداية التغطية ظهر وكأنه طرف وليس باحث عن الحقيقة أو المعلومة لتقديمها للمشاهد". مضيفا "لم يأبه للمهنية والرسالة الصحفية وكان المذيعون دائما يتعاملون مع ضيوفهم الاسرائيليين بلطف في محاولة لإعطائهم الفرصة الكافية للإجابة عوضا عن طبيعة الأسئلة التي تحمل نفس المحاسبة لهؤلاء المسؤولين لماذا سمحوا بأن يحدث هذا".

وأشار أبو معلا إلى أن الاعلام الغربي المفتقد للمهنية لا يسعى لأجوبة منطقية بقدر ما يسعى للتحشيد لصالح دولة الاحتلال.

وأوضح معلا أنه من خلال متابعتنا لوسائل الاعلام الغربية مثل البي بي سي والسي ان ان تجد وكأن برامجها تدار من غرفة تحرير واحدة ويستخدمون نفس العبارات والمصطلحات والأسئلة". مضيفا " ان الهدف هو ادانة حماس من خلال تكرار نفس السؤال هل تدين هجوم حماس؟".

وأكد معلا " ان سلوك الاعلام الغربي نافى ما يتعلمه طلبة الاعلام في جامعاتهم، وهو أن أي حدث له سياقات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، أي أن هناك سياق ما قبل الحدث وسياق ما بعد الحدث". معتبرا " أن الاعلام الغربي لم يأبه لهذه السياقات واعتبرها تفاصيل لا يريد سماعها مركزا على 7 أكتوبر وكأنه البداية والنهاية".

وفي سؤاله حول ما اذا كان من المفيد الظهور على وسائل الاعلام الغربية، أكد أبو معلا " أنه لابد من الظهور على وسائل الاعلام ولكن بحذر ويجب أن يكون الشخص متمكنا من الناحية اللغوية ولديه المهارة الكافية للإجابة على الأسئلة بطريق ذكية مع تحديد الرسالة التي يجب علينا جميعا ايصالها للمشاهد".

ورغم ما بذله الإعلام الغربي من محاولات لقلب الحقائق، لكن الصورة كانت أقوى وأكثر تأثيرا، فما أن بدأت الصور تخرج من قطاع غزة، والتي تظهر الاجرام الاسرائيلي واستهداف المدنيين، انقلب الرأي العام العالم، وبدأت المظاهرات المليونية بالخروج الى الشوارع، وأصبح التأييد العالم للقضية الفلسطينية في أعلى مستوياته.

تصميم وتطوير