يوم العلم الفلسطيني (رمزية سياسية كبيرة للشعب الفلسطيني)
كتب: محمود جودت قبها
يعتبر علم الدولة رمزاً للسيادة وراية عزة ووحدة، يجسد طموح شعب مناضل ابي، ضحى واستشهد من أجله الأبطال يرفرف العلم معلناً عن نفسه بسهم التضحيات الأحمر وبخُضرة زيتوننا المتجذر وسواده الُمفضي إلى الحق والسيادة، وبياضه الغامر الطاهر من روح المهد والأقصى والقيامة ففي مثل هذا اليوم رفع رئيس دولة فلسطين محمود عباس علم فلسطين لأول مرة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، إلى جانب أعلام الدول الأعضاء وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت القرار (A/Res/67/320) وينص على رفع أعلام الدول الأعضاء المراقبة في مقر الأمم المتحدة في العاشر من أيلول/سبتمبر 2015.
ويشكل هذا اليوم رمزية سياسية كبيرة لشعبنا، وأكد الرئيس محمود عباس، في كلمة ألقاها بعد رفعه علم فلسطين لأول مرة في مقر هيئة الأمم المتحدة في نيويورك؛ أن "هذه اللحظة تاريخية من مسيرة نضال شعبنا؛ وأن هذا العلم عنوان هويتنا الوطنية، وإهداء للشهداء والأسرى"، وفي اليوم ذاته اعتمد سيادته ذلك التاريخ يوما للعلم الفلسطيني علم فلسطين راية استخدمها الفلسطينيون منذ النصف الأول من القرن العشرين للتعبير عن طموحهم الوطني.
في يوم العلم الفلسطيني، أود التذكير، بأن شعب فلسطين يتميز بالإبداع والمثابرة والاجتهاد، فقد بنى مؤسسات دولته الحديثة على أساس سيادة القانون، وتمكين المرأة والشباب، شعب له تاريخ حافل بالإنجازات الحضارية والإنسانية على أرضه وفِي أي مكان يعيش فيه، شعب قدم التضحيات وعاش النكبات والمآسي، لكنه صامد على أرضه وارض اجداده وأنا أتساءل، أليس من حق الطفل الفلسطيني أن يعيش في أمان كباقي أطفال العالم أليس من حق شابات وشباب فلسطين أن يحققوا أحلامهم وإبداعاتهم وحياتهم في بناء مدنهم الذكية لإنجاز ابحاثهم في جامعاتهم المتقدمة وفرص عملهم في مجالات السياحة والزراعة والصناعة في دولتهم المستقلة ذات السيادة بعيداً عن الاحتلال، أليس من حق شعبنا في الشتات وأماكن اللجوء ان يعيشوا بكرامة وعزة وشموخ.
سيواصل شعبنا الفلسطيني، بكل مكوناته موحدًا وصامداً على أرضه ،نضاله من أجل نيل حريته واستقلاله، ولكن خلاصه من الاحتلال الإسرائيلي ، أطول احتلال في العصر الحديث، يحتاج لوقفة صادقة من الدول والشعوب التي تؤمن بالحق والعدل. ونقدر جميع الدول والشعوب التي وقفت إلى جانبنا سياسيا واقتصادياً، ولن ننسى من مد لنا يد العون في أحلك الظروف لقد حان الوقت للوقوف الى جانب قضية فلسطين، فقفوا مع فلسطين لتحقيق العدالة، وطهروا ضمائركم وأرواحكم بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني، أقدم شعوب الأرض، لينال حقه في تقرير مصيره وحريته واستقلاله وبذلك يتحقق السلام والعدل في المنطقة.
في جميع هذه المناسبات، رُفع العلم الفلسطيني تعبيراً عن الفرحة والتلويح براية الانتماء ووحدة الشعب والمصير المشترك. وهناك رموز اخرى لشعبنا نعتز بها الى جانب العلم الفلسطيني، فهناك الكوفية وشجرة الزيتون من تراثنا الوطني وهناك الاقصى وقبة الصخرة وكنيستي القيامة والمهد من رموزنا الدينية وغيرها، وجميعها توحدنا، ولكن العلم أيضا حاضراً في قلوبنا وعقولنا حتى أنه وصل الى تشيلي كشعار لنادي كرة القدم "بالستينو" جاليتنا هناك التي نعتز بها، كما نعتز جالياتنا الفلسطينية في الامريكتين، وأوروبا وجميع دول العالم.
أعاد أبناء شعبنا تبني العلم في المؤتمر الفلسطيني في غزة عام 1948، حيث تم الاعتراف بالعَلَم من قبل جامعة الدول العربية على أنه علم الشعب الفلسطيني وفي الاجتماع الأول في (28-5-1964) وضع المجلس الوطني الفلسطيني ميثاقه القومي، ونصت المادة (27) منه على أن يكون لفلسطين علم وقسم ونشيد، وحددت ألوانه بالترتيب كالتالي: أخضر فأبيض ثم أسود مع مثلث أحمر وفي (1-12-1964) وضعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير نظاما خاصا بالعلم يحدد مقاييسه وأبعاده، وحلّ اللونين الأسود والأخضر كل محل الآخر، ومع انطلاق الثورة الفلسطينية في 1/1/ 1965 اتخذت العلم شعارا لها. وفي 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1988، تبنت منظمة التحرير الفلسطينية العلم ليكون علم الدولة الفلسطينية العلم الفلسطيني ليس مجرد ألوان؛ بل هو قضية وقصة تضحيات ونضال طويل، رمز لكل شهيد، ولكل أسير؛ وكل لون من ألوانه الأربعة تتحدث عن رمزية خاصة يذكر أن فلسطين أصبحت "دولة مراقبة غير عضو" في الأمم المتحدة، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
وأنهى بالقول بأن أمام المجتمع الدولي خيارين لا ثالث لهما، إما تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وتجسيد اعترافه بحقه في تقرير المصير وإنجاز استقلاله الوطني في دولته المستقلة وفق الشرعية الدولية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، أو القبول بدولة الضم و الأبارتايد التي تجلبها لنا الخطة الامريكية الاسرائيلية، وهذا ما يرفضه شعبنا الفلسطيني وسيعمل على افشاله كما أفشل عشرات المشاريع التصفوية لحقوقه على مر التاريخ فأحد شروط تحقيق السلام العادل والدائم وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة هو بتطبيق القانون الدولي وإن هزيمة المشروع الاستعماري هو بدعم القوى الدولية والعربية، لأننا نريد العيش بسلام وأمن مثل باقي شعوب الأرض.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء