رغبة كاملة للتطبيع ومحاولة حجب الحرج

كتب: فادي البرغوثي
في الواقع فإن مبرر الدول التي لجأت للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني كانت مبرراتها بانها فعلت ذلك بهدف دعم الفلسطينيين ، الا ان ذلك التطبيع عبارة عن لعنة على الشعب الفلسطيني وعلى قضيته الوطنية والتي كانت فعلتهم بمثابة شيك مفتوح من قبل الدولة المطبعة لدولة الكيان لتعمل وتبطش بالشعب الفلسطيني كل ما تريد ، دون الخوض في التفاصيل ، فإن اتفاقية مصر في نهاية السبعينيات القرن المنصرم لم تكون فيه القضية الفلسطينية حاضرة لأنها طرحت فترة انتقالية تكون فيها دولة الاحتلال منتهية من التطبيع وعقد اتفاقيات مع كافة الدول العربية ، وليس فترة انتقالية لإعطاء الفلسطينيين دولة كما ظن البعض في تلك الفترة .
كما ان اتفاقيات ابراهام صبت في نفس الخديعة وكأنها لصالح الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه رغم انها ليست كذلك .
اما آن التطبيع السعودي إلاسرائيلي الذي بدا في الفترة الأخيرة تمثل في البداية على انه زيارات متبادلة فلا بد من توضيح بعض النقاط في هذا المجال ؛
اولا : ان المملكة العربية السعودية صاحبة المبادرة العربية التي حدثت أثناء اجتياح الاحتلال للضفة الغربية وحصار الشهيد ياسر عرفات ، حينذاك كانت تحاول ان تكون المبادرة العربية بان التطبيع اولا ومن ثم القضية الفلسطينية ثانيا ،؟لكن في تلك الفترة كان الفلسطينيين المنتفضون في الاراضي المحتلة وقطاع غزة وموقفم الموحد منع الموقف السعودي ان يبقى على مبادرتهم كما هي ، بالإضافة إلى أن القمة كانت في بيروت برئاسة الرئيس اللبناني اميل لحود والذي عرف بموافقة الثابته والمؤيدة للمقاومة مع الدولة السورية التي كان لها وزنها في تلك الفترة الامر الذي منع المملكة العربية السعودية ليكون التطبيع اولا ... ولأن الموقف يحتاج إلى توافق فقد تمت القمة العربية كعامل مشترك بين القمة العربية .
ثانيا :_ لم تكن المملكة العربية السعودية بعيدة عن اتفاقيات ابراهام التي بدات في الإمارات والبحرين والضغوطات الاقتصادية على بعض الدول الفقيرة مثل السودان ومراكش ومن يتذكر الاتفاقيات ابراهام والتي كان هزأت بأفرازات بما يسمى (صفقة القرن ) فكان هناك زيارات مع افراد من المملكة السعودية مع دولة الكيان الصهيوني بل وصل الأمر في ان المسلسلات السعودية اخذت تهاجم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وإظهار ندم على ما ابدته المملكة لدعم الشعب الفلسطيني السابق في لقطات اظهرها ناصر القصبي والذي يعد من أشهر الممثلين في السعودية وهو كان بمثابة محاولات اعلامية لاستيعاب الشعب السعودي التطبيع .
ثالثا ؛وهو الأهم ، في هذه المرحلة فإننا لا ننكر بان المملكة تفاوض بدولة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية للحصول على بعض الأمور مقابل عملية التطبيع والورقة الفلسطينية هي احد الأوراق القوية للعملية خاصة اننا ندرك انه في المفاوضات لا يمكن الحصول على كل شيء بل ان المبدا الاساسي الذي يرتكز علية التفاوض هو الوصول إلى نقطة تفاهم ما بين الطرفين وبما أن الخلاف يدور حول ملف السعودي بالحصول على مفاعل نووي لاغراض سلمية فإن الورقة الفلسطينية هي ورقة للمساومة لا اكثر ولا اقل .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء