عبد الرحيم الريماوي يكتب.. التطبيع لن يقود لحل "اقامة الدولتين"

عمليات التطبيع الجارية اخرجت الاحتلال الاحلالي من العزلة الدولية والاقليمية، ويعود بالفائدة الاقتصادية والمالية والسياسية الكبيرة على الاحتلال الاحلالي، وشطب مقولة السعودية بانها "لن تقيم علاقات مع الاحتلال الاحلالي من دون تحقيق "حل اقامة الدولتين" وانهاء الصراع العربي الفلسطيني الاحتلال الاحلالي، والاعتراف بقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية التي اقرت في قمة بيروت العربية عام 2002.

التطبيع مع الاحتلال الاحلالي ياتي في ظل تكثيف البناء الاستيطاني وشرعنته ضاربة عرض الحائط القانون الدولي "الذي يعتبر الاستيطان بالضفة الغربية والقدس المحتلة غير شرعي".    

اعتبر مات داس من مركز السياسة الدولية ومقره واشنطن ان "من الواضح ان الحكومة الاحتلالية الحالية تعارض بشدة قيام دولة فلسطينية"، واضاف "سبق ان قال رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو، علانية ان اي التزامات سيقدمها للفلسطينيين لن يكون لها معنى، يجب اخذ كلام نتنياهو على محمل الجد".

سؤال موجه للمملكة العربية السعودية، امام التعنت الاحتلالي الاحلالي، ما هي الاستراتيجيات والتكتيكات والاليات التي تمتلكها لاجبار الاحتلال الاحلالي، "تنفيذ وتطبيق قرارات الشرعية الدولية "اقامة الدولة الفلسطينية" المعترف بها دوليا والالتزام بالمبادرة العربية للسلام"؟

واعتبر هشام غنام في مجلة "المجلة" السعودية، ان "اقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية والاحتلال قبل التزام "الاحتلال بتقديم تنازلات كبيرة للفلسطينيين، لا يوفر قيمة مضافة للامن والمصالح الوطنية السعودية".

الادراة الامريكية الراهنة لم تقدم اية ضمانات او التزام لـ ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، بالعمل على اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحقيق المصير على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، قيادة "الامتين العربية والاسلامية" يحتاج الى تنويع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعسكرية مع بروز التعددية السياسية والجغرافية العالمية، الدول الغربية الاستعمارية تنصاع للقوة الاقتصادية والثروة الطبيعية المسنودة بالمصادر المتنوعة للقوة العسكرية، التي يمكن توفرها اليوم روسيا والصين للسعودية. 

السعودية مدعوة الى توحيد الصف العربي الاسلامي وفق رؤية واستراتيجية علمية عربية "تعمل على تصفير الخلافات العربية الاسلامية، تكامل اقتصادي وصناعي وتعليمي وثقافي يلعب دورا مؤثرا وايجابيا على الصعيدين العربي والاسلامي والدولي" بالاضافة الى لعب دور في انهاء "ازمة الانقسام الفلسطيني الداخلي" التي ادخلت الشعب الفلسطيني والمشروع الوطني الفلسطيني في ازمة دوارة "تقسيم الشعب الفلسطيني سياسيا والجغرافيا بنظامين سياسيين متناقضين" لجسر وردم الانقسام الافقي والعمودي ودفع الفلسطينيين القبول بمبدأ "المشاركة السياسية واشاعة الرأي والرأي الاخر".

التطبيع السعودي الاحتلالي يجب ان يسبقة تبني تنفيذ وتطبيق قرارات الشرعية والقانون الدولي لحل القضية الفلسطينية، وعودة اللاجئين وحق تقرير المصير، لنسف المخططات الاستيطانية التهويدية، من خلال تحويل المبادرة العربية الى سياسة متبناة من المجتمع الدولي لانهاء الصراع المتواصل منذ وعد بلفور المشؤوم لم يوقف الشعب الفلسطيني المقاومة ضد الاحتلال الاحلالي.

زيارة وزير السياحة للحكومة الاحتلالية للسعودية، لعبت دور رسم البسمة على وجوه القادة الاحتلاليين، واعتبرته فاتحة لانطلاق قطار التطبع، هل الزيارة الاحتلالية دهست كل مواقف القيادة السعودية والمبادرة العربية للسلام؟ هل السعودية تتحلى بالقوة المطلوبة لنصرة قرارات الامم الدولية والاقليمية المساندة الحقوق الوطنية الفلسطينية؟