محمد أحمد سالم يكتب لوطن: يا بلاش، يا بلاش...ببلاش

15.09.2023 09:51 PM

1- تعبير قاله أحد القادة السوفييت فى الثلاثينات عن ستالين : " أنتصار رجل كان مأساة شعب " في العام 2023 نعيش في حالة تربص دائم من الحزبية تجاه الشعب.

2- دائما يوجد نوع من الحثالة البشرية فى كل الأنظمة السلطوية تتماهى مع فكرة/ الشبه/ السلطة وتتصرف كأنها ممثل لكل السلطة " القوة والإيديولوجية والأخلاق والقسوة"، وفى زمن الثورات ومابعد الثورات المهزومة. لايقتصر ظهور هذه الحثالات على عملائها المباشرين ولكن تنتشر وسط المجتمعات؛ هذه الفئة التى سماها جوركى " الحضيض " والخطورة أنها تتماهى مع السلطة، أو /الشبه سلطة/ أخلاقيا!! فتكذب  وترتكب كل الاثام بإمتثال لأحط الأخلاق ، ويتكلمون كما لو كان الإنحطاط عمل أخلاقي!، تحرر دوما بما يمثل أظهر هذه الفئة، مهما كذبت ، وأدعت بل وصل الأمر أنها زايدت فقط...ولأن النقد العام ، أنار الساحة فظهرت  وانكشف مدى حقارتهم وانحطاطهم .


3- كنت أعتقد أن موالسة الانقسام والخراب  ومن لف لفهم أثقل أهل الأرض ظلا وتناحة...حتى جاء المخطط ... فأصبحا فرسي رهان الدجل والكلاحة. فلا يوجد نظام في العالم يوازي في سفالته / شبه/حكم الانقسام الحالي، فهو عمل ويعمل على سحق الشعب بكل مكوناته ولم يرحم حتى حاضنته الشعبية. ففرض أمره بالحديد والنار، تعالى البكاء في البيوت المستورة... الألم يعصر الفقراء ومحاولات تغلبهم على التعاسة لا تفلح معظم الوقت، ومع ذلك فالبكاء يخفف من الوجع ويجعل الحياة القاسية تستمر؛ فاستسلموا للقهر، سكتوا فكان البكاء صامتا، فهل سمع أصوات المعذبين تحلق في ليل السواد الطويل؟!


4 - مشهد شديد الدلالة عن كيف يفكرون، نعيش تجارب وصلت الى حد الإبادة للشعب و ذاكرته، ووحدته. ومعنى وجوده أيضا، من اجل  ستمرار مخطط الانقسام والخراب الصهيوني؛ يعتبرون الوطن المجهد بزحام الشعب وذاكرته .. الخراب العام ، فيتم إبادة الذاكرة وهدمها وتدميرها ، ليصير الوطن - كله - فى حالة انقسام ، ويهدم مافوق " المكان" ويتم تفريغه ، لإعادة شغله طبقا لخيال/ شبه/ السلطات ورؤاها خاليا من شعب بكل مشتملاته. فلم يعد من السار رؤيته؛ ومع / واسفل كل هذا الخراب، فشعوب ودول الغبار البشري يعيشون في منطقة تسمى الشرق الاوسخ، الذي يعتبر من اسوأ الاماكن التي يمكن ان يعيش فيها الانسان، مليئة بالحروب والمجاعات والفقر والتخلف والجهل.


يطلق عليهم العالم التاسع؛ بينما الدول الحق والقانون ... دول متقدمة متحضرة مزدهرة قوية متماسكة مليئة بالخيرات وتقوم بإستقبال من يلجأ لهم من دول العالم التاسع ! كيف تعيش شعوب تلك الدول وكيف تجد احتياجاتها الإنسانية من مسكن وماكل وعلاج وتعليم وخدمات وكيف يعيشون تحت حكم قانون عادل يمنحهم المساواة والحقوق والحريات والكرامة ! لا زلت لا أرى الحقوق والحريات وحكم القانون والعدالة للشعوب ،  إلا فى هذه الدول؛ تلك حقيقة... هى دول متقدمة. يا ترى من صاحب المنظومة الافضل؟!!


5- هل يليق بنا أن نظل فى نفس الدائرة " البحث عن الحل المفقود" هل يليق بنا أن نبحث عن ذواتنا كمواطنين متساويين  أحرار نعيش فى كنف دولة حرة ديموقراطية يحكمها العدل والقانون ، ونمسك بمصيرنا بأيدينا؟! قضية أخرى مهمة، هي العدمية السياسية التى تتساوى لديها كل المواقف وكل المبادئ وكل الطرق فى ظروفنا "مع استمرار مخطط الانقسام والخراب الصهيوني"، هو موقف تدميرى، من لايريد تناسى الماضى  القريب والبعيد لايهمه الا تدمير الحاضر ، من فقد شيئا عظيما ووحدة شعبه وأرضه  بهزيمة داخلية لايهمه شيئا من الحاضر فى الوضع الراهن، ولا يهمه تدميره فى شئ ، من فقد ليس الأمل فى المستقبل ولكن الرغبة فيه لايهمه تدمير الحاضر فى شئ.


6 - لم يعد هناك ما يستحق الكتابة. ليس هناك ما يدعو للقراءة؛ لا شيء ..في لا شيء، من الصعب تحرير أصحاب مخطط الخراب و التدمير ... فالحرية لمن يحترمون حريتهم وأنفسهم.
تراجيديا انسانية رهيبة نعيشها والله.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير