حمدي فراج يكتب لوطن..جماهير جنين هي التي ستحسم ..

14.07.2023 08:55 AM

 

 

     كثيرون من أبناء هذا الشعب عموما ، وأبناء جنين خصوصا، نظروا لزيارة الرئيس عباس بعد كل هذه السنوات نظرة مفعمة بالامل والايجابية نحو رأب الصدع الذي ما زال يعصف بالوطن و مقدراته، و يستنزف قواه و طاقاته، حتى وجدنا من بعض الأنظمة العربية من يعلق موبقاته في التقرب من "إسرائيل" وإقامة علاقات معها على مشجب التشرذم الفلسطيني، وكثير من المقالات التي دبجت في الاعلام الرسمي و غير الرسمي حول هذه الروحية المتفائلة المطعمة بالطبع بالأدعية والابتهالات ان تتكلل الزيارة بالتوفيق والفلاح وان تشكل اللبنة الأولى في مدماك الوحدة الوطنية وجمع شمل الفلسطينيين وان ينصرهم الله على القوم الكافرين .... الخ من هذه الادعية، متناسين ان هذه مكانها المساجد و الكنائس ، لا الصحف والمنابر الإعلامية التي تذهب أكثر في التحليل و التركيب.

   قد لا تحتاج المروحية الأردنية التي أقلت الرئيس من المقاطعة في رام الله الى جنين ،  الى تنسيق امني إسرائيلي فلسطيني، حيث اعلن من توّه انه توقف،  لكنها بالتأكيد تحتاج الى تنسيق اردني إسرائيلي في شأن فلسطيني، و حتى لو قرر الرئيس استقلال سيارته ليذهب الى جنين الخارجة لتوها من معركة تدميرية إمحائية، فإنه سيحتاج الى تنسيق أمني، فقد قال ذات مرة : ان ذهابي الى الخليل يحتاج الى تصريح.

    البعض رأى في الزيارة عدم تكرار خطأ غزة، التي لم يزرها الرئيس منذ انفصالها عن الضفة او استقلالها عن السلطة، حتى أعادتها إسرائيل من بوابة العمل، حيث سمحت لنحو عشرين الف عامل غزي بالعمل داخلها، الذي بالطبع  لم يتم مجانا و لا بدون تنسيق، لكن جنين مخيما و مدينة و محافظة، ليست قطاعا كغزة يقطنه مليونا انسان، و فيها اليوم ما فيها من الصواريخ التي عجزت "إسرائيل" عبر خمسة حروب ان تركعها او تفكك ترسانتها .

   صحيح اننا مقدمون على مؤتمر مصالحات مزمع لأمناء الفصائل في القاهرة نهاية الشهر الجاري، و لكن من قال ان حضور المؤتمر لا يتطلب تصريحا وموافقة من "إسرائيل"، على الأقل للأمناء المقيمين تحت الاحتلال في الضفة او القطاع على حد سواء ، ومن اين نضمن ان البعض لا يقدم تقريرا عما حصل في المؤتمر لدى انفضاضه ثمنا للسماح الاسرائيلي، و حتى نتجنب كل هذا الحرج سواء في الذهاب او الإياب، لا تشكل الفصائل اليوم الا نسبة قليلة من الالتفاف الشعبي حولها، باستثناء الحركتين الحاكمتين. كان يكفي ان تتفقا بأي طريقة كانت، فتتوافق معهما بقية الفصائل، أليس هذا ما حدث في تقارب جبريل الرجوب وصالح العاروري في موضوع الانتخابات قبل سنتين، بل لقد اتفقا ان تخوض الحركتان الانتخابات في قائمة موحدة وبرئيس واحد. 

     لن تسمح السلطة لحماس ان تضع يدها على جنين، و لا غير جنين، بعد غزة، ولن تسمح "إسرائيل" للسلطة ان تكون جنين – و لا غير جنين – عاصمة لمقاومتها المسلحة. فهل حسمت الزيارة أي شيئ من هذا القبيل ؟ الجواب: جماهير جنين هي التي ستحسم .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير