محمد أحمد سالم يكتب لوطن.. مرة أخرى .. الفكاهة والاستبداد السياسي؟!

02.07.2023 09:45 AM

- الأستاذ.. ظريفا أو لعله كان يشفق علي لعدم يأسي وكثرة محاولاتي في الكتابة الساخرة، فقال: الاختصار هو أهم ما يميز هذا النوع من الكتابة، و النكتة العامة. مثلا هناك نكتة تقول: إن مواطن مصابًا.. كان يصارع الموت، وسأله صديقه: هل لك وصية؟ فقال: يا لبؤس ما تطلبه مني!! نعم يا صديقي، ضَعُوا على يميني صورة "مهندس الانقسام"، وعلى يساري صورة "منفذه" حتى أنتهي كالمسيح مصلوبًا بين لِصيَّن. أو بين لص وقاتل!!

  - هذه هي محاولتي للكتبة عن حالة سائدة، وقد تستطيع أنت أن تجد فيها أكثر مما وجدت أنا؛ غير أن المهم في نهاية الأمر هو ما ستسفر عنه الأمور؟! فالوحدة خيار استراتيجي ثم.....مسقعة !! كما  ذكر أحد المتكلمين الفضائيين!! وهي جملة من أشهر قوالب الكلام التي يستخدمها هذا الصنف من الموالسة، فلم يبدعوا لنا الحكايات لكي نتسلى بها، أو نكتبها فقط، بل لتكون استحقاقات تشكل حلقات حزبية تعاونية. مخصصة للفاشلين سياسيا، ويجب أن تكتب عنها مسرحا بعد ذلك.. فأهلا وسهلا.. نحن نرحب بوجودك معنا باسم الطبخة التي نتولى الحديث باسمها، ليوم الدين!! والواقع أن هذا الطقس سوف يمارس لمئات السنين .. فأكل العيش مر.

- ننتقل الآن إلى المسقعة وهي المرحلة التاريخية التي ترتب عليها الأطعمة السياسية الأكثر تعقيدا.. من الخيار الاستراتيجي، بوصفه رمزا  لأعلى درجات المسؤولية وهى القيادة؛ والسؤال هو: كيف ترى المسقعة؟! قبل أن تتذوق  خسارتنا الرهيبة واحتراق الطبخة؟! قلت: طبعا.. سنلجأ معهم للظرف وللطف. والاستعطاف والاستعباط، ومعلهش هو مين اللي عملها بالضبط؟!!  وفي نهاية الأمر نستطيع أن نقول إنه أكثر الشخصيات نجاحا في مواجهة مخطط الانقسام، هو من عشاق المسقعة. دقي يا مزيكا.

ماذا كنا نقول؟ الكتابة الساخرة.. أقصد الوحدة الكوميدية، آه.. نعم .. أكثر الحيوانات صبرًا ونبلاً، هو الحمار ..لنصعد  على سلم الفهم درجة، فقواعد لكتابة باتت معروفة لك، ألا تستطيع أن ترى معي أن الهدف الحقيقي هنا هو إقناع الناس بأن الوحدة الحقيقية معادلة للاستقلال.. وأنه بغير الوحدة الحقيقية، لن يصبح لك ولقضيتك الوطنية وجود.. ستضيع. ستأكلك الوحوش الانقسامية ؟! لكن أهمس في أذنك، لم يعد من حق أحد أن يعمل ببغاء، فالوحدة.. يعني لديك سهم واحد فقط، إذا لم تصب به الهدف فستفقد قضيتك.. هذه هي رسالة الناس إلى سدنة الانقسام والخراب. بشرط أن لا تزيد عن مائة عام أخرى؟!

-  أهمس في أذنك مرة أخرى..لقد استغرق الأمر وقتا طويلا لكي أدرك أن طريق الكتابة الساخرة، تشابه جنس الكتابة عن الوحدة والمسقعة !! طريق ليست مستقيمة، بل هي متعرجة وملتوية وليست لها خرائط معروفة وأنه من الممكن أن يمشي فيها الإنسان حسن النية فيتوه إلى الأبد. هذه هي محصلة تفكيري عندما قرأت المسرح الكوميدي!! فعندما تتحول لسبب ما إلى كوز- أو كيس جوافة-  فستظل وصمة عار في جبينك إلى الأبد.

واسمح لي أن ألفت نظرك إلى شيء غريب، العقل والبلاهة ينتجان نفس السلع.. أقصد - لا مؤاخذة – الخيار الاستراتيجي والكتابة الساخرة والمسقعة !! فلا تسمح لأحد، أن يخرب لك وحدتك.. أو طبختك حضرتك كبير كفاية وتعرف تخربها لوحدك!! لكن .. الحق يقال مخطط الانقلاب احلى من التورتة، وأفظع من المسقعة.. ولا هنكدب على بعض؟! طب عيني في عينك كدا..!!

- اقرأ مفردات الكتّاب الغاضبين،على سدنة الانقسام والذين يحاولون السيطرة على كل شئ، ليتحكّموا في حياة الشعب..و الذين يمتصّون دماء الشعب، والغريب في الأمر، والطريف أيضًا، أن يعبر المشهد الذي عرضته للتو ليس عن شخص بعينه بل عن طائفة بأكملها تشعر بالرعب من اتمام ملف السخام والقطران. وترى فيه نهايتها!، هؤلاء الذين لم يستمتعوا بمص مصاصات بشكل كافٍ في طفولتهم فتكونت عندهم هذه العقدة بعد أن كبروا، ولم يجدوا طريقة لإشباعها إلا بمص دماء الناس. بينما الناس والقضية ليست في حاجة إليهم.

- ستقرأ ذلك في المجالس خاصة، وتسمعه وتراه على مواقع التناحر الاجتماعي،  إنها المفردات الخالدة للرفض، هذه هي مشكلة الناس، فهناك قوانين لا بد من تطبيقها ومعاقبة الخارجين عليها، فمن فضلك  حدثني عن مصلحة البلد. والمصالح العليا للقضية؛ أنت تطلب مني مراعاة هذه المصالح والكتابة عنها؟

- ولكن لا تستطيع أن تسألني: هل كان من حقهم الارتجال السياسي .. أي الخروج عن الصف الوطني، وتنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني الحالي؟!! هنا .. أرد عليك: اخرس.. اتفضل قوم من هنا.. أخرج بره يا عدو المسقعة والوحدة والخيار الاستراتيجي.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير