بعد قرار الاحتلال منع تصديره... مصانع الأثاث تشتكي سوء الأوضاع

غزة-وطن-احمد الشنباري: لم تعد منجرة الشاب محمود تعجُ بالأثاث والموبيليا التي اعتاد على عرضها خلال الفترة الماضية، وبشغف أقل أصبح يعمل محمود عفانة داخل منجرته في صيانة وإعداد الموبيليا والأثاث المنزلي للسوق المحلي، بعد أن كان يعتمد فيها على التصدير والتسويق الخارجي.

يقول محمود الذي يعمل في منجرته منذ عشر سنوات إن قرار منع التصدير أثر على إنتاجية المعمل، حيث يعمل منذ العام 2010 في تصنيع الموبيليا والأثاث المنزلي وغرف النوم، وبعد قرار المنع الاسرائيلي الاخير تعطل العمل داخل منجرته وأصبح مقتصراً على السوق المحلي.

يعتمد عفانة في عمله على التسويق الخارجي، إلى جانب السوق الداخلي في قطاع غزة، لكن بنسبة ضئيلة، وهو ما جعله يتأثر بشكل واضح بعد قرار وقف التصدير.
ويضيف الشاب الذي يعيل أسرته من منجرته " مع قلة الإنتاج والعمل داخل المنجرة، أصبح العمل يقتصر على ترميم الأثاث المنزلي للمنازل والسوق المحلي، بعد ان كانت طلبات الموبيليا بشكل أكبر في الوقت الذي كان فيه التصدير مسموح".

وبيّن عفانة أن منجرته كانت تستوعب أكثر من سبعة عمال جميعهم يعيلون أسرهم، لكن سوء الأحوال الاقتصادية بعد قرار المنع أصبحت تشكل عبئاً على دفع أجرة العاملين بسبب ضعف الطلب في السوق المحلي، حيث أصبح العمل مقتصراً على عامل واحد.

وأوضح محمود أن منجرته كانت تنتج وتصدر غرف النوم والموبيليا واثاث المطابخ والكنب وديكورات متنوعة ومختلفة، لكن بشكل مفاجئ انقلبت الأمور وأصبح الوضع أكثر سوءا بسبب قرار المنع الذي حرم الكثيرون من العمل على تلبية احتياجاتهم المعيشية.

وطالب محمود بضرورة إعادة السماح بتصدير الأثاث من قطاع غزة، وعودة الأمور والإنتاج إلى شكله الطبيعي.

قرار المنع الاسرائيلي بوقف تصدير الاثاث من قطاع غزة القى بظلاله على أصحاب المعامل والمناجر منذ ستة عشر عاماً، فبعد العام 2015 سمح بتصدير الأثاث لسنوات قليلة، حتى عاد قرار المنع وساءت أحوال أصحاب المعامل والمناجر الاقتصادية والمادية التي انعكست على حياتهم المعيشية، هذا ما بينه عصام جريس صاحب إحدى المناجر في شمال غزة.

يقول جريس الذي يعمل في منجرته عدد ضئيل من العمال وعلى فترات يتناوبون فيها على العمل، إن منع التصدير كان له الأثر الكبير على عملية الانتاج، موضحاً ان الإنتاج في منجرته أصبح مقتصراً على السوق المحلي الذي يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة لم تلبي متطلبات مهنة النجارة في غزة.

ونوه جريس الى أن عدد كبير من أصحاب المناجر وإنتاج الاثاث ساءت أحوالهم المادية ولاحقتهم الخسارة بعد قرار المنع، بسبب ضعف السوق المحلي الذي لم يعد قادراً على تكاليف الإنتاج داخل المناجر يقول جريس.

وأشار إلى أن السوق المحلي لا يمكن الاعتماد عليه في الإنتاج بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها سكان القطاع الغير قادرين على شراء الأثاث.