التوجيهي .. الى متى ؟!!
كتب: تيسير الزابري..
صباح هذا اليوم ، السابع من حزيران تنفجر المشاعر المختلطة لمئات آلاف الاسر الفلسطينية وهي تودع ابناءها وبناتها الذاهبون/ات الى قاعات امتحان الثانوية العامة؛ الامهات يلهجن بالدعاء ومشاعر الخوف على وجوههن ؛ والآباء يكبتون مشاعرهم ، ويجاهدون من أجل عدم اظهارها حتى لا يتحول المشهد الى دراما..
وانا اكتب الآن يكون ٨٨ الف طالب وطالبة يقلبون اوراق امتحانهم الاول ( اللغة العربية )، ومع هذا العدد مئات آلاف الاسر من الاهل ( وليست اسر الطلاب والطالبات فقط ) ينتظرون. وسوف يتكرر المشهد لحوالى عشرة ايام قادمة ..( وربما يتكرر مشهد اليوم في الاعوام القادمة ..)
انقل هذه الصورة السريعة عن " مسرحية " تتكرر منذ عقود ؛ تختلف فيها الوان وديكور المشهد ، ولكن جوهرها واحد وآلياتها لا تتبدل ولا تتطور ..
لم يعد مقبولا ولا معقولا ان يخضع عشرات آلاف الطلبة ومئات آلاف الاسر الى هذا " الامتحان الشامل " بهذه الطريقة التقليدية "البائسة"؛ والمصيبة الاكبر أنه على نتائج هذه العملية تتحدد القبولات لدى جامعاتنا ( أي ان المعدل للقبول هو الاساس وحده .. ) ، وهذا موضوع آخر …
لقد كتبت ناقدا لهذا الاسلوب في تقييم التوجيهي، وبحثت بشكل مباشر مع اركان وزارة التربية والتعليم ناقدا هذه الطريقة ..، ولم اواجه سوى بالصد ، وعندما قدمت لهم البديل القائم على شهادة المدرسة والمصادقة عليها من الوزارة المعنية وتحت رقابتها فكان الجواب : لا
ما يسمى "تحديثات " على تقييم المرحلة الثانوية لا تتعدى تحسينات ادارية وشكلية لا تغير من جوهر هذا الامتحان " التعسفي " شيئا ، والاخطر من ذلك هو التراجع ومن ثم تراجع اوسع في أخطر مهمة انسانية وتربوية وبنائية لمستقبل ابنائنا ..اكبادنا التي تمشي على الارض ؛ فالى متى نواصل قرع الجرس ولا من مجيب ؟!!…
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء