محمد أحمد سالم يكتب لوطن.. خيالا فى خيال

19.05.2023 08:17 AM

 


قال: الاولوية المطلقه التى يفرضها الضمير الوطني، هي استعادة الوحدة الوطنية باقصى سرعه، وانطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بكل الطرق الممكنة، فقلت له: تعليقات الناس من مختلف التيارات على الانتخابات التركية، كانت معبرة جدا عن مدى عمق أزمة المجتمع من ناحية، وتجربتنا السياسية السلبية، مقارنة بالمجتمع التركي، وتجربته السياسية من ناحية أخرى!، فهناك تقاليد سياسية تظل تحتفظ ببعض مظاهر قياس ارادة الشعوب.

قلت له: الحكم من خلال الصندوق. أساسا لحيازة الثقة والشرعية الشعبية وسلمية وأمانة ونزاهة الحياة السياسية؛ وحقيقة أن الصندوق ليس وحده علامة الديموقراطية من عدمها؟! إلا أنه معلم شديد الأهمية من معالمها، بل ويمثل آلية للاحتفاظ بالصراع السياسي فى المجتمعات بطبيعته السلمية الآمنة، وليس الية لتنفيذ مخطط تدمير القضايا الوطنية!!

فقال: لذلك أصبح فعلا أن التغيير عندنا عبر الصندوق أقرب للمستحيل. بعد أن تم الوصول إلى دور هامشي مستمر، يشغل فيه الشعب مكان الكومبارس الصامت!!، قانعا بالفشل السياسي، قانعا باستمرار مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، قانعا بأنه فاقد الأهلية، قانعا بأنه غير مهم .ولا مطلوب منه اختيار من يمثله؛ فلا رأي للشعب. كما لو كان قدرا عليه أن يتحمل طول عهد مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، هذا التجاهل والفشل والانقسام والفساد والإبعاد.

قلت له: هناك شيء ما في أعلى الرأس قد توقف؟! والخوف قد ركِبَ الجميع، والايام الغارقة في الظلام، وتراكمت الشكاوى كالنفاية، وتجمَّع الماضي في خيال الحاضر؟! كل ما نكتبه خيالا فى خيال ...أن حيرتنا لفهم ما يجري تزداد ونرتبك إذ ننقلها لقارئ محتمل يحاول فهم الوضع الداخلي؟!

وهناك يقين بأننا لسنا وحدنا، أي أننا لن نحل أزمتنا بأيدينا، أو نكتفي بدعاء؟!  وتغير المقصود؟ نحن من بلد متحضر قدم الكثير؛
ومن هذه الأسئلة وجدالاتها الكاشفة ينفتح السبيل لإفاقة العقل العام وتشكيل إرادته في مواجهة ما ران عليه من التكلس والتعطيل والتزييف. وصول إلى النخبة والمثقفون والمسئولون السابقون والحاليون، الذين يبررون بل ويصفقون دوما لسياسات الفشل والانقسام، واهدافه الخاطئة المدمرة، بجانب الفساد والخلل السياسي والإداري والمالي، وسوف  يأتي يوم يحاسبهم الشعب كثيرا على ذلك.

- فقال : أن المواجهة المطلوبة، وتنبيه من ظنوا النجاة في التكيف مع ضلال وزيف ديكتاتورية الحزب الواحد ،أن تغوي الصامتين لأن يطرقوا ثانية باب الحقيقة؛ أن الانتصار الباسل لتضحيات وكفاح شعبنا، تكون بإعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني ووقف الانهيار، وانطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؛ ولا سبيل للخروج من هذه الهوة إلا بوحدة وطنية حقيقية...وحدة سياسية و جغرافية؛ من اجل إقامة دولة مستقلة ديمقراطية حرة وعاصمتها القدس الشريف.

فقال : وما رأيك في الوحدة؟. قلت له: الوحدة خير من جليس السوء ... تفاؤل الارادة رغم تشاؤم العقل؛ طوبي للمتفائلين والمتشبثين بالأمل. 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير