حمدي فرّاج يكتب لوطن: انتصار الجهاد انتصار الدم على السيف والكف على المخرز

15.05.2023 04:29 PM

 

ما كنت لأذهب للمشاركة في ايقاد "شعلة العودة" الخامسة والسبعين التي دعت اليها "ابداع" في ساحتها ، لو ان العدوان على غزة ظل مستمرا ، و هو الذي خرّجه نتنياهو انه اعتداء على حركة الجهاد ، فقتل الضعفين من الأطفال والنساء والابرياء مما قتل من الجهاد (11- 33).

كنت خلال أيام العدوان الخمسة مسكونا بالقلق و الحزن و الخوف من أن ما حصل مع خضر عدنان سيحصل مع حركة الجهاد ، يتم الاستفراد به ثلاثة أشهر بلياليها جوعا و عطشا حتى فاضت روحه الى باريها ، و من قبله الاستفراد بأبطال نفق الحرية الذين حفروا الاسمنت المسلح بملاعقهم واصابعهم ، وعندما خرجوا الى النور و عانقوا الحرية لم يجدوا يدا واحدة تمتد اليهم بكسرة خبز او شربة ماء . في الاستفرادات الثلاثة؛ ابطال النفق و بطل اعتماد الجوع لكسر السجن والسجان، والقضاء على أبطال سرايا الجهاد، قررنا بالمجموع الوطني تركهم يواجهون مصيرهم وحدهم مع سبق الإصرار والتعمّد، معتمدين على لساننا وحده يلهج لهم بالدعاء و لا شيء آخر غير الدعاء، (أكثروا لهم من الدعاء) حتى شعرت اننا الامة الوحيدة في العالم التي تعتمد هذا الاجراء، تحريك اللسان فقط، هذا على افتراض اننا كنا كلنا صادقين في أدعيتنا، و تلهج ألسنتنا بعكس ما تضمر قلوبنا.

وبعيدا عن التطويل ، والانجاز الكبير الذي حققته الجهاد بمنع السماح لإسرائيل تحقيق أهدافها ، قررت المشاركة في ايقاد شعلة العودة الخامسة والسبعين ، انتصارا للجهاد و سراياها و شهدائها و مقاتليها و صمودها ، وليس لايماني بأن ايقاد الشعلة سيقود الى تحقيق العودة ، فهذه الشعلة يتم ايقادها منذ 75 سنة دون ان نتقدم تحو العودة انملة واحدة ، بل ان الكثيرين ممن يتصدروا الموقف على المنصات المحلية والعربية والعالمية ، هم لا يؤمنون بهذه العودة ، و هم أشبه بجماعة "أكثروا من الدعاء" بألسنتهم فقط ، في حين تضمر قلوبهم و أفعالهم مناهضة هذا الحق و هذه العودة. ليس بخافي على أحد ان اتفاقية أوسلو اسقطت هذه العودة رغم أنها أبقت عليها لفظة بدون مضمون، كما حصل مع مواضيع الحل الدائم التي أودت بها كلها الى سلة المهملات، كقضية القدس ، التي أصبحت بشقيها عاصمة موحدة ابدية للكيان الغاصب،  ومع ذلك ترى هذا البعض يثور من أجل حي او مسجد او كنيسة في القدس ، متناسيا ان القدس أصبحت كلها ، باستثناء سكانها ، خارج البحث ، و تأجيل الانتخابات الفلسطينية التي تم التوافق على اجرائها ، ابطلت بهذه الذريعة ، ذريعة ان "إسرائيل" ترفض منح المقدسيين حق الاقتراع و الترشح . و إبعاد المحامي المقدسي صلاح الحموري الى باريس بدعوى جنسيته الفرنسية ، كان ذلك قبل حوالي ستة أشهر ، أي في حكومة لابيد السلامية ، أي قبل مجيء بن غفير وأضرابه من اليمين الفاشي ، الامر نفسه ينسحب على عدم تسليم جثمان الأسير الرمز ناصر حميد بعد ربع قرن من الاسر .

بصمود الجهاد الأسطوري ، و تطورها من حركة صغيرة الى عملاقة  تحتل قلوب الناس ، شعرت و لأول مرة ان العودة أقرب من أي وقت مضى .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير