في غزة.. زوجات عالقات ينتظرن لم شملهن مع أزواجهن

27.03.2023 12:55 PM

غزة-وطن-احمد الشنباري
عبر هاتفها المحمول تقلب ياسمين صور زوجها تُذكّر طفلها الصغير ذو الثلاثة اعوام بملامح والده، علّ شملهم يلتم في يومٍ يتمكن الاب من احتضان طفله.
هذا حال السيدة ياسمين عبد الباسط، التي لم تكن تعلم ان مغادرة زوجها لزيارة والده في الضفة الغربية، سُتحيلُ بينه وبين اسرته في غزة، بعد حياةٍ استمرت لعشر سنوات
في العام 2009 تزوجت السيدة ياسمين ام لأربع ابناء من زوجها الذي يسكن في الضفة الغربية بعد أن جاء لغزة، ومكث فيها، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حين قرر الذهاب للاطمئنان على والده ليقف بعد ذلك الاحتلال عائقاُ أمام لم شمل العائلة.
تقول ياسمين انها تزوجت في العام 2009 من زوجها الذي يقربها واستقر في غزة (10 سنوات) وحين ذهب إلى والده في الضفة تشتت جمع العائلة واصبحت الأمور أكثر تعقيداُ حيث منع الاحتلال سفرها بصحبة ابناءها ولم شملها أكثر من مرة".
وتضيف ياسمين " لدي أربع أبناء اكبرهم في الثالثة عشر من العمر، واتحمل مسؤولية تربيتهم واعالتهم وتدريسهم، بالإضافة إلى تحمل مشاق عملي ما يزيد من صعوبة الحياة في ظل غياب الزوج".
وبيّنت الزوجة التي تحلم بلم الشمل في شهر رمضان ان أطفالها الصغار لم يتمكنوا من العيش مع والدهم فترة أطول، وبدأت تظهر لديهم مشاكل سلوكية بسبب غياب دور الاب في الاسرة، بالإضافة الى عدم قدرتها على ابنها الأكبر الذي أصبح في سن المراهقة، مشيرةً إلى أن اعتناء جدهم وتعويضهم جزء من النقص لا يسد حنان ووجود الاب في الأسرة.
وأوضحت ياسمين أنها توجهت لأكثر من جهة للم شمل العائلة كان اخرها عام 2016، حيث تم منعها من السفر من قبل الجانب الاسرائيلي، بالإضافة الى مشاركتها في عدد من الاعتصامات أمام معبر ايرز للمطالبة بعودة الزوجات العالقات، ومازالت ننتظر وعود هيئة الشؤون المدنية.
وتطالب ياسمين هيئة الشؤون المدنية والوزير حسين الشيخ والرئيس محمود عباس بضرورة مساعدة الزوجات العالقات في غزة في لم شملهن مع أزواجهن، لاسيما في شهر رمضان المبارك والأسرة بحاجة لوجود الاب في مناسبة مثل رمضان والأعياد.
اما السيدة احلام سالم فلا تختلفُ قصتها كثيراُ، فما زالت تنتظر اي فرصة قد تجمع شمل عائلتها لتروي لوطن حكايتها قائلةً " منذ ما يزيد عن (14 عاماً) وانا عالقة في غزة، وذلك بعد زيارة أهلي، وما زلت انتظر منذ العام 2008 لم شملي مع زوجي الذي يعيشُ في رام الله".

وتضيف الزوجة أحلام التي تبعد كيلو مترات قليلة عن معبر ايرز الذي يفصلها عن زوجها، "في العام 2008 وبعد أحداث الانقسام غادر زوجي إلى رام الله، ولم أتمكن من اللحاق به بسبب عنوان هويتي المُعرف بغزة، موضحةً أن فرصة اتيحت لها للسفر مع والدتها المريضة إلى رام الله لكن لم يدم بقائها كثيراً حتى عادت مع طفلها عطا الذي لم يرى والده اطلاقاً".

وبيّنت احلام ان غياب زوجها زاد من معاناتها في تربية الأبناء، إلى جانب معاناة الأسرة في ظل غياب الاب عن المناسبات السعيدة، مؤكدة أن نجلها الأكبر تزوج بدون أن يحضر والده مراسم الفرح، والآخر سافر إلى تركيا بعد أن فقد الأمل في حياة تجمعه مع والده.
وناشدت السيدة أحلام الجهات الحقوقية وهيئة الشؤون المدنية بضرورة التدخل في حل قضايا الزوجات العالقات في غزة وجمع شملهن مع ازواجهن.


 

تصميم وتطوير