منذ زمن الأجداد.. الجريشة تحافظ على وجودها على ولائم الأعراس في الخليل
مدينة الخليل_ ساري جرادات_ وطن: السادسة صباحا بتوقيت التراث، تبدأ النسوة بعزف التراويد والأغاني الشعبية القديمة على وقع صناعة الجريشة بالطريقة اليدوية التقليدية القديمة، في صباح يوم العرس الذي تبدأ أولى طقوسه بتناول وتوزيع الجريشة على المدعوين.
والجريشة هي أكلة فلسطينية موروثة عن الأجداد، تتكون من القمح المطحون واللبن ويتم صناعتها من خلال وضعها في اقدار كبيرة على النار، وتستغرق حوالي ساعتين من الزمن لتصبح صالحة للأكل، ويتم توزيع جزء منها على الجيران وسكان الحي.
وتصطف النسوة حول موقدة النار ويبدأن بالأغاني القديمة الموروثة من الفولكلور الفلسطيني، وهي أغاني جلها يدعو على التمسك بالأرض والتغني بالفلاح وظريف الطول وجفرا، وفي بعض الأحيان تدق واحدة من النسوة على آلة الطبلة الموسيقية بهدف إيقاظ أهل الحي وإعلامهم ببدء يوم الزفاف.
تقول أميرة حسين ل وطن: "الجريشة من المزروعات في الأرض، وجميع مكوناتها من الأرض، نبقى نعمل على تحريك الجريشة طيلة الوقت الذي تكون فيه على النار، حتى لا يفسد طعمها، ولصناعة الجريشة على النار مذاق خاص كونها تذكرنا بالماضي الأصيل والحاضر العريق".
وأشارت فضية الهريني أن الجريشة عادة دينية وشعبية أيضا، وتعلمتها من والدتي قبل خمسة عقود، وكان قديما يتم وضع مكونات الجريشة بعد موسم الحصاد مباشرة.
وبينت فضية أن الأغاني الشعبية التي ترافق صناعة الجريشة جزء من العادات والفولكور الفلسطيني، وفي حال تبقى من كمية الجريشة المصنوعة يتم وضعها مع الغداء للمدعوين.
ولفتت الهريني أن صناعة الجريشة عملية ممتعة كونها تجمع العائلة الفلسطينية وتذكرهم بزمن أجدادهم وأيام الحصيدة، وهي فرصة للتمسك بالعادات والتقاليد في ظل انتشار منصات التواصل الاجتماعي وهدرها لوقت كبير من الناس.