أسيرات لوطن: الاحتلال يوظف مختلف الوسائل للضغط علينا وابتزازنا
وطن- تقرير فاطمة مشعلة: بينما تحتفل نساء العالم بشهر مارس/ آذار كشهر عالمي للمرأة، تئن 29 أسيرة فلسطينية تحت وطأة أدوات الضغط والتنكيل التي تستخدمها سلطات الاحتلال الاسرائيلي لكسر إرادتهن والنيل مما تحاول هؤلاء الأسيرات التشبث به من عزيمة.
وقالت الأسيرة المحررة دينا جرادات (24 عاماً) التي اعتقلت صيف العام الماضي وتم الإفراج عنها نهاية العام نفسه، لـ "وطن" إن الاحتلال يلجأ لعزل الأسيرات كخطوة ضغط رئيسية وعقابية، إلى جانب حرمانهن من الزيارة.
وبجانب اللوعة التي يعانيها الاهل، لفراق الابنة أو الأم أو الزوجة بفعل السجن، فان المحققين في سجون الاحتلال يستغلون ارتباط الأسيرات بعوائلهن للضغط عليهن ودفعهن للاعتراف بتهم وأفعال لم يرتكبنها.
وتقول جرادات:" في السجن لم يتوقف المحقق عن ذكر أمي، حينما امتلكت هاتفاً ظل المحقق يسأل عن موقعه، دون أن ينتزع مني إي إجابة لكن عندما قال سأعتقل أمك أخبرته بمكان الهاتف، وخلال التحقيق قال لي المحقق أمك في الساحة تبكي وتنتظر لقاءك، اعترفي حتى تعودي لها".
تحاول الأسيرات على قدر استطاعتهن عدم التأثر بأدوات ضغط الاحتلال عليهن في السجون، لكن لتلك الضغوطات وقعاً نفسياً عليهن بطبيعة الحال، حيث تقول جرادات:" أمام المحقق لم أُظهر ضعفي أو تأثري بالضغوطات، رغم تعبي النفسي جراء طريقة الضغط علي".
من جهتها تقول الكاتبة والأسيرة المحررة لمى خاطر (46 عاماً)، التي اعتقلت في العام 2018 وقضت عاما كاملا في السجن، بأن أكثر أدوات الضغط التي تمارسها سلطات الاحتلال على الأسيرات تكون خلال فترة التحقيق من أجل مراكمة الضغط النفسي عليهن.
وتضيف خاطر: "الاحتلال يضغط على الأسيرة انطلاقاً من خصوصيتها منذ لحظة اعتقالها، ويوظف خلال التحقيق كل ما من شأنه الضغط عليها، محاولاً ابتزازها، فعلى سبيل المثال لا الحصر إذا كانت الأسيرة تريد رؤية أطفالها، يصبح الضغط باسمهم في التحقيق، من قبيل؛ اعترفي حتى نسمح لك بالحديث مع أولادك".
وأشارت الى أن لديها خمسة أبناء، وكان المحقق يستخدم جملة "اعترفي حتى تروحي لأولادك".
ومن ناحية وبعد الافراج عنها منعت من السفر الامر الذي طال أولادها أيضا، كجزء من ادوات الضغط والعقاب لها ولعائلتها حتى بعد التحرر.
وتقول الأسيرة المحررة شروق البدن (29 عاماً) من بلدة تقوع، انه تم اعتقالها نهاية العام 2022 وأفرج عنها في شباط/ فبراير الماضي، موضحة أن الاحتلال يحرم الأسيرات من "الكانتينا" كوسيلة عقابية، مثل منعه الفواكه التي طالب الأسرى بتوفرها، إضافة إلى حرمانهم من الأغطية والملابس الشتوية التي كانت تتوفر لكن تم منعها مؤخراً.
وتضيف البدن:" في الشتاء كنا نحاول توفير الاجواء الدافئة في السجن؛ لكن دون جدوى فلا ملابس دافئة ولا أغطية جيدة، وخلال ذروة جائحة كورونا منعت سلطات الاحتلال إدخال المواد المعقمة، وتحت الضغط الذي كنا نمارسه، سمحت سلطات الاحتلال بإدخال كميات قليلة من تلك المعقمات".
ولا تقتصر ممارسات الاحتلال ضد الاسيرات على ما سبق بل انه يتعرضن لأشكال أخرى من التضييق عليهن في سجون الاحتلال، مثل فرض العقوبات عند إبداء الابتهاج بالعمليات التي ينفذها مقاومون، وعزلهن في ظروف صعبة، ومنعهن من الزيارة، وتثبيت كاميرات مراقبة في ساحة السجن، وهو المتنفس الوحيد لهن خلال "الفورة"، إضافة إلى جعل غرفة "الاستحمام" خارج الأقسام، كما لا يسمح للأسيرات بالاحتفاظ بالملابس إلا بعدد معين، حتى عند جلب الأهل لملابس جديدة، حيث تجبر إدارة سجون الاحتلال الاسيرة عند تلقيها ملابس جديدة، تسليم عدد مماثل من الملابس القديمة التي لديها.