التشكيلات الشبابية تحمل الأمانة نيابة عن "فصائل الموالاة والمعارضة"

18.02.2023 12:33 PM


عبدالرحيم الريماوي يكتب:

التشكيلات الفلسطينية الرافضة للاحتلال الاحلالي التي تبلورت في الضفة الغربية والقدس، "كتائب جنين وعرين الأسود وكتائب بلاطة وكتائب الأقصى وغيرها من التشكيلات الكفاحية الشبابية الفلسطينية وما يصطلح عليه الذئاب المنفردة، مخلب الحرية والاستقلال"، كانت رداً طبيعي على سياسة الاعدامات اليومية في شوارع وازقة المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية ورفض الاستيطان الاحلالي، ورد "على فرض الأسرلة وتهويد القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وضم القدس والضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين" على قلة إمكانيات التشكيلات الفلسطينية الفردية والجماعية، الان انها استطاعت ان تجسد بطولات جماعية وفردية، اربكت المؤسسات الأمنية الاحتلالية، واكدت على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية الفلسطينية "الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وحق تقرير المصير"، ولم تلقى التشكيلات الكفاحية والنضالية الفلسطينية  تجاوبا عربيا واسلاميا ودوليا وإقليميا.

التشكيلات الفلسطينية استطاعت ان تحمل الأمانة نيابة عن الفصائل الفلسطينية، المختلفة وحظيت بدعم شعبي، في ظل عدم وجود أي افق لحل "الصراع العربي الفلسطيني-الاحتلالي الاحلالي على المدي القريب او المتوسط. التشكيلات الفلسطينية لعبت دورا في هز المؤسسات الأمنية والاستيطانية والقوى الحزبية السياسية وحكومة الرؤوس الثلاثة (بنيامين نتنياهو وايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش)، حيث كتب المُحلِّل العسكريّ رون بن يشاي، ان وزير الأمن الوطنيّ، إتمار بن غفير يواصل صبّ الزيت على النار عبر تصريحاته، لافتًا إلى أنّ قرار الحكومة بشرعنة البؤر الاستيطانيّة غير القانونيّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة وإقرار بناء آلاف الوحدات السكنيّة للمستوطنين أدّيا لمُواجهة مع الإدارة الأمريكيّة بقيادة الرئيس جو بايدن، كما أنّ ضمّ الضفّة الغربيّة المُتواصِل ستكون له تبعات خطيرة جدًا لعشرات السنوات.

علما ان الإدارة الامريكية لغاية اللحظة تتبع سياسة ازدواجية المعايير إزاء القضية الفلسطينية، وتركت الاحتلال الاحلالي يستهدف الفلسطينيين بمزيد من الإجراءات العقابية وارتكاب سياسة القتل بحجة انشغالها الان في الملف الايراني ودمج إسرائيل في المنطقة والمسار الاقتصادي حصرا وعدم ايجاد حلول عادلة للقضية الفلسطينية.

التشكيلات الفلسطينية ودورها المتصاعد في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، يسلط الضوء على غياب دور المكونات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية والثقافية وحزب الكنبة، ويكشف عن عدم امتلاكها برامج ورؤية تخرج "الموالاة والمعارضة"  من ازماتها الانقسامية وفشلها بتنشيط دور المنظمات الشعبية والمهنية لـتنظيم مظاهرات أسبوعية في المدن الفلسطينية، ولم تلعب أي دور في جذب وحشد المكونات الرديفة في المجتمعات العربية والإسلامية وتجنيد الطاقات السياسية والإعلامية والاقتصادية واللوجستية، في ظل تصاعد العدوان الشرس لجيش الاحتلال والمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني. الاحتلال يسعي الى كسر وزعزعة الإرادة وحالة الصمود على الارض لشطب القضية والهوية والرواية الفلسطينية عن "الخارطة السياسية والجغرافية والديمغرافية" الدولية.

المكونات السياسية الفلسطينية مطالبة اليوم بتبني برامج سياسية واليات عمل تخرج "الموالاة والمعارضة" من ازمتها المستعصية وتشكّل مظلةٍ وطنية جامعة، وتنظيم مظاهرات ومسيرات متواصلة تعم الأراضي الفلسطينية المحتلة والتفاعل الوطني مع التشكيلات الجماعية والفردية بمشاركة النخب الفلسطينية واجراء نقاش حقيقي ومنظم والتفاعل مع ما تشهده الأراضي الفلسطينية من تصعيد لسياسات الحكومة الاحتلالية. المقاومة الفلسطينية الشعبية تمتلك المفاتيح لإفشال الاحتلال ومشروعه الاستيطاني كمقدمة لإزالة الاحتلال من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

اعترف رئيس هيئة الأمن القومي السابق مئير بن شبات، أنّ الشبان الفلسطينيين رغم أنّهم ينفذون مبتغاهم بلا شركاء أوْ توجيه تنظيمي منظم، لكنهم يستمدون الإلهام من سابقيهم، ورجح تقدير إسرائيلي اتساع موجة العمليات الفلسطينية التي تضرب دولة الاحتلال، ردًّا على جرائم وإجراءات حكومة الاحتلال، وخاصة تلك التي يقودها وزير الأمن القومي "عديم التجربة" إيتمار بن غفير، كما وصفته صحيفة "معاريف" العبريّة.

وذكرت قناة  "كان 11" العبرية أن رؤساء أجهزة الأمن الاحتلالية، طالبوا نتنياهو خلال اجتماع خاص عقد في الأيام الماضية، بالضغط لوقف الحملة الأمنية في القدس؛ وفي أعقاب ذلك، طلب نتنياهو من سكرتيره العسكري، آفي غيل، التوجه إلى بن غفير، ومحاولة إقناعه بضرورة وقف التصعيد في القدس، وعدم تفجير الأوضاع في أحياء وبلدات القدس.
المحلل العسكري، عاموس هرئيل، يقول، أن من وجهة نظر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم يعد السؤال فيما إذا كانت القدس والضفة ستشهدان صراعا واسع النطاق، ولكن متى سيكون ذلك؟

التصعيد الاحتلالي الاحلالي في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، يرفع من حالة الرد الشبابي الفلسطيني، كرد فعل طبيعي على الانتهاكات والإجراءات وممارسات الجيش الاحتلالي والمستوطنين، فالقتل بدم بارد للشبان والفتية الفلسطينيين في شوارع وازقة القدس وباقي المدن والبلدات الفلسطينية، وتوسيع البناء الاستيطاني ومصادرة الأراضي لاحلال المستوطنين مكان الفلسطينيين اصحاب الأراضي المصادرة، وتهويد واسرلة المقدسات الإسلامية والمسيحية والقدس الشرقية والاجراءات تعسفية ضد الأسرى، كلها عوامل تدفع لاشعال النيران التي اشعلها بن غفير عندما شطح ونطح ورقص رقصاته التلمودية في المسجد الأقصى مطلع شهر كانون الثاني الماضي زاد من عوامل المواجهة والرد الشبابي الفلسطيني على سياسة الجيش الاحتلالي والمستوطنين وحكومة ثلاثية الرأس (بنيامين نتنياهو وايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش) التي تعمل على تطبيق وتنفيذ سياسة التطهير والطرد والتهجير واقتلاع الفلسطينيين من القدس والضفة الغربية من اجل إقامة "دولة تلمودية على كل فلسطين التاريخية" المخططات الاحتلالية الاحلالية تؤكد استمرار الحرب المفتوحة ضد الفلسطينيين لتصفية الحقوق الوطنية ومعها القضية الفلسطينية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير