مزرعة أبو حسنين "النموذجية": فراولة معلقة تحرسها الحشرات وتغذيها الشمس

وطن- تقى حنون- طولكرم: لطالما كانت الفراولة مضرباً للمثل بطيب طعمها ورائحتها وشكلها، وبالطبع فإن السير في إحدى حقولها سيبعث البهجة في نفس محبيها، فماذا لو كانت معلقةً تتدلى حباتها بمحاذاة كتفيك ويداعبها النسيم، بدلاً من نموها على سطح الأرض؟

سيجعل ذلك المنظر أكثر روعةً والجو أكثر عبقاً بأرجها، ومعرفة السر خلف أسلوب زراعتها لا يقل روعة عن منظرها، تبعاً لما ذكره حسنين عيسى مدير جمعية الفراولة بطولكرم، وصاحب مزرعة الحاج أبو حسنين "النموذجية" للفراولة بضاحية ارتاح في المدينة.

وأشار عيسى الذي يزرع الفراولة على امتداد 8 دونمات (أكثر من نصفها معلقة) إلى أن الزراعة بهذه الطريقة تتطلب تطوراً كبيراً يوفره نظام محوسب "ينظم عمليتيّ التسميد والريّ وفق حاجة النبات، وتبعاً لدرجة الرطوبة وهطول الأمطار".

ويعتمد حسنين على خلايا الطاقة الشمسية التي حصل على تمويلها من الإغاثة الزراعية؛ لتغطية "احتياج الفراولة المعلقة بالكامل وبعض الفراولة الأرضية بالإضافة إلى مخزن تعبئة الفراولة"، عبر تشغيل النظام المحوسب ومضخات الري.

كما استعاض حسنين عن المواد الكيميائية بالأعداء البيولوجية في مزرعته، وذلك عبر تكثير حشرات تتغذى على الآفات التي تهاجم مواسم الفراولة عادة، ما يجنبه مخاطر التعامل مع الأدوية الكيميائية.

"نجحنا في خفض نسبة السمية في الفراولة إلى صفر لتطابق البروتوكول العالميّ" يقول حسنين واصفاً نجاحه في خفض نسبة استخدامه للمواد الكيميائية إلى 10% فقط مما كان يستخدمه سابقاً، وفي المرحلة الأولى لزراعة النبتة فقط، أي قبل مرحلة نمو الثمار "التي لا نستخدم فيها تلك المواد لاعتمادنا على الأعداء البيولوجية عادة" يضيف حسنين.

لم تكن طريق حسنين التي شقها لزراعة الفراولة بصحبة والده منذ عام 2008 سهلة في ظل ما واجهاه من عقبات ونقص في الخبرة، لكن إصرارهما على متابعة طريقهما رغم الخسائر أهّل مزرعتهما لتكون على رأس مزارع الفراولة الرائدة بالمدينة.

وما زال سعيهما مستمراً لتطويرها، فتميز الفراولة المعلقة بإنتاجها أضعاف إنتاج النوع الأرضيّ، يقابله تكاليف مادية طائلة لتوفير المعدات الملائمة والأيدي العاملة وغيرها، حيث يبحثان عن منحة لتوفير نظام تبريد للتخزين؛ ليكمّل مزرعتهما.

ومع نجاحها بكسب ثقة التجار والمستهلكين في إنتاجها الذي يشيدون "بطول صلاحيته وجودته"، تخطت مزرعة أبو حسنين معضلة التنافس مع بضائع الاحتلال بدرجة كبيرة، رغم كل ما واجهته وبقية المزارع الفلسطينية من ذلك سابقاً.