مطحنة بريك.. كنز تاريخي عمره 4 قرون لا يزال قائما في البلدة القديمة بنابلس

جولان قرعش-نابلس-وطن: في إحدى زوايا البلدة القديمة في حارة الياسمينة، تفوح رائحة البهارات العتيقة والقهوة العربية الأصلية من مطحنة بريك، والذي يعدُّ واحدًا من بين أشهر المعالم في البلدة القديمة في مدينة نابلس.

وفي حديث مع باسل عبد الفتاح بريك هو صاحب المطحنة التي تحتوي على البهارات والاعشاب والعطارة، لتعود به ذاكرته فيقول له في هذه المهنة منذ عام ١٩٣٦ من حياة والده، وقبل هذه المطحنة كان كل المكان عبارة عن صبانة.

مهنة العطارة ليست حديثة العهد، بل هي مهنة متوارثة منذ القدم، يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، ولقد ورثت المهنة عن والدي منذ كان عمري 15 عاماً، وحتى اليوم ما زلنا نحافظ على هذا الإرث وسنعلمه لأبنائنا وأحفادنا.

وأضاف البريك أنَّ المطحنة بدأت بشكل بسيط جدًا ببعض البهارات والعطارات، والتي تعطي الطعام نكهات محببّة بالإضافة إلى فوائدها العديدة، بحسب بريك.

وأكَّد بريك اهتمامه بتوعية الناس حول البهارات، والأعشاب، والعطور، وفوائدها على صحة الإنسان، وقدرتها على إعطاء نكهات متنوعة وعديدة للأطعمة، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، كما يمكن تحضير أنواع من البهارات حسب طلب الشخص.

ويتابع البريك إصراره على المحافظة على بعض ملامح التراث الفلسطيني الذي كاد أن يندثر، والتراث البدوي العربي الأصيل.

وقالت المواطنة ديما ضراغمة لوطن: من الجميل جداً معرفة تراثنا الوطني، كما نأتي من محافظة طوباس الى مطحنة بريك لكي نطحن البهارات والأعشاب بأكملها.

من الصبانة الى المطحنة الحاملة للتراث والعبق التاريخي الفلسطيني، ويزور المطحنة العديد من السياح والوفود في كل عام، حيث يعتبرونها مكان ليعرفوا من خلاله عن التاريخ وتراث وحضارة الشعب الفلسطيني.