الصحافي العاروري: الاستهداف الإسرائيلي لن يقف عائقا في وجه رسالتي الإعلامية

25.08.2013 09:39 AM
وطن - سامي الساعي: تشكل الصحافة وسيلةً هامةً وقوة حق في دفاع الشعوب عن حقوقها، وإيصال ثقافتها للآخرين، وعاملاً مهماً من عوامل التغيير التي يتم السعي إليها، ويواجه الصحافيون خلال ممارستهم لعملهم تحدياً، في كثيرٍ من الأحيان، من قبل التيار المضاد لما يؤمنون به في نقل الحقيقة وقوتها.

الإعلامي فادي العاروري "30 عاماً" خريج إعلام بعمل منذ العام 2005، بدأ عمله في صحيفة الأيام كمراسل للصحيفة مدة خمس سنوات، تخللها عمل آخر مع وكالة معاً الأخبارية لعام واحد كمصور صحافي للوكالة.

وبما أن عمل التصوير الصحافي فيه المشاق والمتاعب في تغطية الأحداث، فقد أصيب العاروري في العام 2007 إصابة بالغة في الكلية والكبد بالرصاص الحي من جيش الاحتلال أبعدته قرابة عام عن عمله، ثم واصل العاوري عمله مصوراً لوكالة"رويترز" إلى أن استقر عمله منذ العام 2010 ولغاية الآن مصوراً لوكالة الأنباء الصينية.

يقول العاروري لـ"وطن" إنني "امتاز بنقدي اللاذع وعدم السكوت عن أي خطأ، وتطال انتقاداتي، في الغالب، العادات الاجتماعية السلبية، والتطبيع وكل انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".

وبحسب العاروري، فإن قضية التطبيع من القضايا المهمة التي يجب التركيز عليها ومقاومتها "فالمطبعين مع الاحتلال قد ازدادوا هذه الأيام؛ سواء بشكل فردي أو مؤسساتي، كان آخرها محاولة فتح (محلات فوكس الإسرائيلية) بمدينة رام الله.

ويتركز جهد الصحافي العاروري في مقاومة التطبيع وانتهاكات الاحتلال والعاادت الاجتماعية السلبية على الجهد الإلكتروني فقط، لحث شرائح المجتمع على التحرك ورفض الظواهر السلبية.

عملي كفلته لي كل الأعراف والقوانين الدولية، وهو حق طبيعي لأي صحافي، عدا عن كوني معارضاً للسلطة في نهجها التفاوضي بطريقة حضارية، ثم إنني لا أحرض على العنف ولا أمارسه، ونجحت في تغيير الواقع عن طريق أفكاري بالتفاف الأصدقاء والزملاء والمؤيديين لما أطرحه من أفكار، يوضح العاروري.

وهاجمت الصحافة الإسرائيلية العاروري؛ حيث تم نشر مقالين منفصلين عنه أحدهما من صحافي يهودي فرنسي، والآخر من موقع إسرائيلي يعمل لمراقبة وسائل الإعلام والدفاع عن إسرائيل من التضليل الإعلامي، حسب تعريف الموقع.

وفي المقالين "استفرد الكتّاب بعرض عضلاتهم وإطلاق الاتهامات حول العاروري وتجريده من الموضوعية واتهامه بالتحريض على العنف وانسلاخه عن موضوعية الإعلام، واستغلال عمله الإعلامي لتمرير هذه الأفكار".

ويَصُدّ العاروي الهجوم على شخصه قائلاً إن "حملات المقاطعة هي حملات دولية (قديمة جديدة) بشكل عام في كل المناحي، وأنا كفلسطيني لا أستطيع التعامل بموضوعية مع الاحتلال، حيث أنه يستغل الإعلام الإسرائيلي لتبرير كل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، ومن حقنا كإعلاميين فلسطينيين الوقوف ضد هذه الاعتداءات، وتوضيح صورتها للشعب الفلسطيني، والعمل على حثه وتوعيته".

وحول تقديمه لشكاوى ضد الصحافة الإسرائيلية، التي هاجمته، يقول العاروري "لن أتقدم بأي شكوى بحق أي أحد لإيماني بحرية التعبير برغم أن ما كُتب يبتعد كلياً عن الموضوعية والحياد".

ويضيف العاروري "لقد قدموا لي خدمة مجانية بتوضيح توجهاتي السياسية الواضحة والرافضة لكل سياسات الاحتلال".

ويعبر عن أسفه بأن صحافيين فلسطينيين ساهموا بمهاجمته، من خلال المقالات المنشورة، "فقد قام اثنين من الصحافيين الفلسطينيين بمهاجمتي"، يقول العاروري، أحدهم خلال حملة "فوكس" والآخر خلال المقال الأخير من الصحافي الفرنسي عني.

ويتابع: للأسف قدموا خدماتهم لوسائل الإعلام المناصرة للاحتلال بطريقة مجانية "فقط لأنني وقفت بوجههم أمام التطبيع".

يقول العاروري "أنا لست متخوفاً أبداً من فقدان وظيفتي، لكنني على يقين أن هذه الحملات ستحد من عملي أمام أي جهات دولية مستقبلاً كون من شن الحملات يضربون على وتر فصلي من العمل في وكالة الأنباء الصينية، وعدم التعامل معي كوني إعلامي يدعو للعنف ويحرض ضد إسرائيل، بحسب وصفهم"، مشيراً إلى أن سلاحه الذي يتمسك به كلمته الحرة وغير المقيدة بأي تيار سياسي أو ديني.

وأكد أن مواقفه لن تتغير، بالرغم من الحملات الموجهة ضده، كونه يؤمن بالقضية الصحفية التي يعمل لأجلها، مشيراً إلى أن الكثير من الأصدقاء الإعلاميين سيلتفون حوله كونهم في دائرة الاستهداف.

ودعا العاروري مناصريه والداعمين لقضيته إلى تكثيف الجهود بشكل أكبر لمناصرة الإعلام الفلسطيني، متمنياً على كل صحافي فلسطيني أن لا ينخرط مع وسائل الإعلام الإسرائيلية في عدائها ضد ابناء الشعب الفلسطيني.
تصميم وتطوير