الدماء الطاهرة والزكية حفرت عميقا في الأرض

31.01.2023 10:49 AM


كتب: عبدالرحيم الريماوي


شباب وفتية الشعب الفلسطيني يواجهون اليوم بصدورهم العارية دولة احتلالية تمتلك احدث وسائل وأدوات القتل والدمار مستوردة من "راعية اتفاق أوسلو" الحليف الاستراتيجي والعضوي، في نفس الوقت الأنظمة العربية والإسلامية والقوى الدولية والإقليمية تطلب من الشعب الفلسطيني بكل مكوناته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية والثقافية والشعبية، تقبل اطلاق الرصاص وقتل أبنائه في شوارع الأراضي الفلسطينية المحتلة وهدم منازلهم وتهويد أراضيهم وتدنيس مقدساتهم الإسلامية والمسيحية "العالم يطالب الفلسطينيين ان يتحمل كل الانتهاكات والممارسات الإحتلالية والاستعمارية "مصادرة الأراضي المصنفة C وبناء مستوطنات واسرلة وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين التاريخية".

القوى الدولية والإقليمية ستكتفي وستواجه التحديات والمخاطر الاحتلالية بإصدار بيانات الشجب والاستنكار والشجب الخجولة، في محاولة لقلب المفاهيم والالتفاف على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني الذي اقرته الشرائع والقانون الدولي. سؤال موجه لكل القوى العربية والاسلامية والدولية والإقليمية: ما هي الوسيلة او الطريقة التي ترونها مناسبة لتخليص الشعب الفلسطيني من "احتلال احلالي"؟ ام تريدون من الشعب الفلسطيني ان يتنازل عن حقوقه الوطنية والحرية والاستقلال لينفذ ايتمار بن غفير وبنيامين نتنياهو صفقة القرن والتنازل عن المقدسات الإسلامية والمسيحية؟.

القوى الدولية والإقليمية تعلم علم اليقين بان "الاحتلال الاحلالي" بمساندة الدول الاستعمارية يعمل ليل نهار على تكريس "إقامة الدولة التلمودية" على ارض فلسطين التاريخية، باستخدام القوة العسكرية الاحتلالية والعنف ضد الشعب الفلسطيني المستمر في محاولة لضرب المفاهيم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية والثقافية والشعبية الفلسطينية "لإزالة حق تقرير المصير عن الخارطة الجغرافية والديمغرافية والسياسية العالمية". الاحتلال الاحلالي يتبنى استراتيجيات ومخططات وبرامج لشطب كل ما هو فلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فما هي برامج القوى العربية والإسلامية والدولية والإقليمية لتثبيت الحقوق الوطنية الفلسطينية وتحقيق تقرير المصير؟ ام يريدون من الشعب الفلسطيني الاستسلام لما يخطط له الاحتلال الاحلالي والتنازل عن أراضيهم ووطنهم ومنازلهم لصالح بن غفير ونتنياهو؟.

ايتمار بن غفير، دعا لحل السلطة الفلسطينية قبل فوزه بالانتخابات للكنيست الـ 25. بن غفير يدرك ان وجود السلطة الفلسطينية "له اثار سلبية على حركته التلمودية على ارض فلسطين التاريخية، وانها تشكل عائقا امام تنفيذ تهويد واسرلة المقدسات الإسلامية والمسيحية "لإقامة الهيكل" واخر شطحات ونطحات بن غفير "سنهدم البيوت وسننتقل من حي إلى آخر لتضييق الخناق على الفلسطينيين في القدس" والتهديد "بإعدام المقاومين الفلسطينيين على "كرسي كهرباء".

اكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن خلال زياراته للمنطقة "التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل أقوى من أي وقت مضى" واشنطن "مستمرة في دعم التمسك بالوضع القائم في المواقع المقدسة في القدس" ودعم حل الدولتين دون العمل تنفيذ وتحقيق الحل على ارض الواقع، تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي، الإدارة الامريكية نريد إدارة الصراع ولا تريد ان يقيم الفلسطينيون دولتهم المستقلة كما نصت عليها الشرعية والقانون الدولي، الإدارة الامريكية تريد العودة لسراب ووهم المفاوضات، والتأقلم مع الواقع الاحتلالي المفروض على الأرضي الفلسطينية، المواقف الاحتلالية والأمريكية مشتركة "تطبيق صفقة القرن" على ارض فلسطين. الاحتلال يصر على عدم تنفيذ وتطبيق حل إقامة الدولتين، ودباباته كل يوم تدوس اتفاق اوسلو على مرآى ومسمع العالم، ويخطط لتهجير الفلسطينيين من القدس وعن ارضهم في "الخان الأحمر" الفلسطينيين يرون ان زيارة بلينكين بانها "تحرك سياسي بدون مضمون إزاء القضية الفلسطينية" تطالب الإدارة الامريكية من السلطة الفلسطينية ضرورة السيطرة على "الذئاب المنفردة" وعرين الأسود وكتيبة جنين وكتائب الاقصى.

"الموالاة والمعارضة" والقوى الشعبية بكل مكوناتها، عليها ادراك الاستراتيجيات والمخططات والبرامج الاحتلالية الهادفة الى قهر الشعب الفلسطيني واخضاعه بكل الطرق والوسائل التي توفرها الدول الاستعمارية بمقاييس عالمية الجودة، لكن العناد والروح والارادة الفلسطينية اقوى من الرصاص والنار الاحتلالية، والدماء الطاهرة والزكية حفرت عميقا في الأرض كجذور الزيتون وبرتقال فلسطين، والكفاح والنضال يتطور يوميا وفق ظروف وشروط تحقيق "الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وحق تقرير المصير" تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية يدعو الكل الى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي "مغادرة حالة الانقسام الأسود" الذي لعب دورا في تشتيت أساليب وطرق الكفاح والمقاومة في مواجهة الاحتلال "المقرة دوليا وإقليميا"، والكل الفلسطيني مطالب اليوم بالعمل على تفعيل المؤسسات الشعبية ومؤسسات منظمة التحرير "شركاء في الميدان شركاء في السياسة" والتأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بالمشروع الوطني التحرري "التمسك بالهوية الوطنية والرؤية الفلسطينية" وفق مبدأ القبول بالراي والراي الاخر والمشاركة السياسية والكفاحية والنضالية لتحقيق "الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتطبيق حق تقرير المصير على ارض الواقع".

الدول الاستعمارية تنسق مع الاحتلال الاحلالي الذي يعمل وفق مخططات وبرامج على قلب المفاهيم السياسية والقانونية لضرب الشرائع والقانون الدولي "المقر في المؤسسات الدولية" لشطب حق الشعوب بالمقاومة والكفاح والنضال لإزالة الاحتلال القائم بالقوة المسلحة وتحقيق "الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير".

الاستعمار الغربي يدرك اكثر من أي وقت مضى "بان الشباب الفلسطيني الحالي مؤمن بعدالة قضيته ايمانا مطلقا"، والقوى العربية والإسلامية والشعبية مدعوة لتوفير مقومات المساندة السياسية والاجتماعية والإعلامية والاقتصادية لـ "جيل من الشباب الفلسطيني الذي يخوض الكفاح والنضال ويتقدم الصفوف الأولى" في مواجهة المخاطر والتحديات الاحتلالية "الضم والتهويد والتهجير"، متمسكا بالحقوق الوطنية وحق تقرير المصير ونيل الحرية والاستقلال.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير