عبد الرحيم الريماوي يكتب ..الكل الفلسطيني له دور في حق تقرير المصير

31.12.2022 11:36 AM

 


تعثر تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية رغم التدخلات العربية واعلان اتفاقيات "في القاهرة ومكة وصنعاء والدوحة والجزائر"، وغياب البرنامج السياسي والإرادة في جسر وردم حالة "الانقسام الأسود"، يقابله اعلان الحكومة الاحتلالية الجديدة سياستها الجوهرية إزاء الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، في وقت أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة "ليلة الجمعة/السبت طلب فتوى قانونية من محكمة العدل الدولية بشأن ماهية الاحتلال وما يتصل بذلك من حق تقرير المصير والاستيطان والضم.

يتوجب على الشعب الفلسطيني بكل شرائحه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأكاديمية والثقافية مغادرة "حزب الكنبة" وشحذ الهمم والانشداد اكثر الى عدالة قضيته من خلال تقديم فهم وتفكير جديد لإخراج "الموالاة والمعارضة" من ازمة الانقسام المشؤوم، وإعادة رسم وتوجيه البوصلة الفلسطينية لتغيير الواقع القائم في الضفة الغربية والقدس، والعمل على تكريس مفهوم فلسطيني موحد على المستوى العربي والإسلامي والدولي وفق الرؤية الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية، ومواجهة تصعيد سياسات دولة الاحتلال وتكريس الاستيطان والاعدامات اليومية إزاء الشعب الفلسطيني.

المصالحة الفلسطينية ومغادرة حالة الانقسام المشؤوم وتبني استراتيجية وطنية بمشاركة الكل الفلسطيني ومغادرة سياسة المناكفة الداخلية، يفترض ان تشكل صيغة تتوافق مع الرؤى العربية والإسلامية والدولية، لمواجهة التحديات والمخاطر الاحتلالية في تصفية القضية الفلسطينية.

الشرائح والاطياف الاجتماعية السياسية من مختلف الألوان السياسية والاقتصادية  من "حزب الكنبة"، عليهم الخروج من حالة "الوضع الصامت" والمشاركة بفعالية في صياغة وصناعة القرار السياسي الوطني، بتبني مفاهيم سياسية واقتصادية وتحررية تتلاءم وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الامن، وتكون حصيلتها الأولى والأخيرة حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وتحقيق الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

ان تطوير العلاقات الفلسطينية الداخلية (في الداخل والشتات) بطريقة واتجاه افضل مما هو عليه الحال الفلسطيني الراهن المتمثل بالانقسام الأسود، يتطلب من الكل الفلسطيني إعادة التأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإشاعة الحياة الديمقراطية والتمسك بالهوية الفلسطينية لتصبح سياجاً ثقافياً واجتماعياً لحماية الوحدة الوطنية، بمساندة عربية وإسلامية ومن الدول الصديقة المؤيدة والداعمة لتحقيق الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

من الصعب والمحزن أيضا ان تبقى الأراضي الفلسطينية تحت وطأة الحرائق التي  اشعلها ويشعلها الاحتلال في الضفة الغربية والقدس ومحاصرة قطاع غزة، وما يمثله من حرب شاملة ضد الشعب الفلسطيني والأرض والشجر والحجر، ونرى استمرار حالة الانقسام، فما زال الاحتلال يشعل الحرائق والأزمات بهدف شطب القضية والشعب الفلسطيني وتهميش قضيتنا العادلة ويواصل سياسة الاعدامات اليومية والاستيطان ومصادرة الأراضي، فكيف يمكن تحقيق تقرير المصير في ظل استمرار حالة "الانقسام الأسود"؟ في ظل غياب التفاهمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأكاديمية والثقافية والمشاركة السياسية؟ لا شك ان الكل الفلسطيني له دور في حق تقرير مصير انفسهم.

العجلة السياسية والتاريخية تدور في زمن ما زال الانقسام هو سيد الموقف على المستوى الرسمي بين سلطة في الضفة الغربية وسلطة في قطاع غزة، في نفس الوقت هناك تلاحم والتفاف شعبي كبير حول "عرين الأسود وكتائب بلاطة وكتائب جنين وغيرها من التشكيلات التي ظهرت.. العجلة تدور فماذا عن مصير القضية الفلسطينية والصراع العربي الفلسطيني مع الاحتلال الذي يهدد بالتهويد وفرض سيادته على كل فلسطين التاريخية؟.

اليوم الكل الفلسطيني مطالب بان تكون هناك وقفة فلسطينية مع النفس، واجراء مراجعة سياسية للمتغيرات بغية مواجهة سياسات الاحتلال وتوجهاته،  وما يجري من اعدامات ميدانية ومخططات استيطانية وتقسيم زماني ومكاني الديني للمسجد الأقصى ومساع لضم الضفة رسمية، كما وان الأنظمة العربية والإسلامية مطالبة بمساندة الشعب الفلسطيني في سعيه للحرية وحق تقرير المصير، ولكن قبل ذلك علينا نحن الفلسطينيين العمل بكل ما اوتينا من إمكانات وقدرات على مساعدة انفسنا.
وكل عام والشعب الفلسطيني والأمة العربية بألف خير

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير