حمدي فراج يكتب لوطن.. حتى يقضي الله أمراً كان مضمونا

30.12.2022 10:14 AM


    ونحن نخطو خطواتنا الاولى في العام الجديد ، هناك تحديات ليست جديدة بالمعنى الحرفي بقدر ما هي (قديمة – جديدة) اي مستجدة او متجددة ، ابرزها حكومة اليمين الفاشي "الديمقراطية" في اسرائيل ، و التي نظرت الغالبية العظمى من مفاصلنا وقياداتنا اليمينية واليسارية على حد سواء انها ضربة لجهود السلام والمفاوضات والتعايش . كنا سنتفق مع هذا المنحى لو كان هذا يحمل الحد الادنى من مفاهيم "السلام" الذي ابتدأ رسميا منذ ثلاثين سنة ، لو كنا رأينا زهرة واحدة من أزاهيره تتفتح مبشرة بثمار يطرحها هذا السلام الذي تحدث عنه كل من كان له علاقة مباشرة او غير مباشرة به ، بدءا برابين و عرفات اللذين قتلا عند مذبحه .

حكومة اليمين الفاشي ، تخطو معنا خطواتها الاولى في العام الجديد بشعارات واضحة من استعدائنا شعبا وارضا و تطلعات ، بدءا من موتنا مرورا باستيطان ما لم يستوطن من ارضنا وانتهاء بدفن تطلعاتنا بدولة مستقلة عاصمتها شرقي القدس ، فهل كانت حكومة لابيد اليسارية او السلامية شيئا مغايرا ؟ البعض رآها كذلك ، فهل وفّـّقت فعليا بين افعالها العدوانية المشينة و اسمها الجميل ؟ هل استأنفت التفاوض ؟ هل اوقفت القتل ؟ هل اوقفت استباحة المدن والشوارع الفلسطينية ، و آخر ما حرر على صعيد ممارساتها "الحقيرة" - و هي التسمية التي اطلقتها عليها صحيفة هآرتس - انها حجزت جثمان الاسير الشهيد المريض ناصر ابو حميد بما يمثل في وجدان الشعب الفلسطيني .   

حالة الاستعداد الفلسطيني لمواجهة هذه الحكومة مع دخولنا العام الجديد ، قديمة ، بائسة ، عاجزة ، بل لربما تجد من بينها من يراهن على نتنياهو الذي عمليا سلّم الكثير من مقاليد رقابنا لسكين بن غفير و سموترتش ، كي يتوسط لاحقا ان يكون الذبح بدون ألم ، يسيرا ، بالمفرق لا بالجملة ، هذا الذبح غير المقتصر على الانسان الفلسطيني ، بل على ما تبقى من أرضه في الضفة والجليل والنقب . كيف يفوز هؤلاء الفاشست قبل شهرين ، و لا تتوحد فتح وحماس حتى اليوم رغم جهود الجزائر الخالصة ، كيف تبقى حالة الردح بينهم أشد وطأة مما هي بينهما و بين اسرائيل ، واحدة تنسق مباشرة والاخرى بوساطة عربية ، كيف يمكن التغني بالفعل الانتفاضي الشعبي الفردي غير الفصائلي على مدار السنة المنصرمة سنة أخرى بذات النغمة ، و نحن مختلفون متفرقون متنافرون متنازعون ، هل يصدق أحد كائنا من كان في الفصيلين الكبيرين الحاكمين في الضفة والقطاع ، ان تكون هناك انتفاضة شعبية بدون وحدة وطنية شاملة بين كل مكونات الشعب و قياداته و فصائله و طبقاته و فئاته و طوائفه في كل المدن والقرى والمخيمات . وحدها من تستطيع الوقوف في وجه هذه الحكومة الفاشية الديمقراطية ، فهل تأخرنا ؟؟؟؟ نعم ، تأخرنا بعض الوقت ، حتى يقضي الله امرا كان مفعولا و مضمونا .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير