المواطنة أبو ارجيلة من غزة تحوَّل أرضها الحُدودية إلى مزار سياحي

22.12.2022 03:06 PM

رفح- أمل بريكة- وطن: في هذه المنطقة التي شهدت على الكثير من المواجهات مع جنود الاحتلال، تقع قطعة أرض تعرضت للكثير من التجريف قبل أن تتحوَّل اليوم إلى مزار سياحي يأتيه الزوار من كل مكان، فأول ما تحط قدمك فيها يأتي نظرك على فُرن الطينة الذي كان ينتج من خلاله أجدادنا ما لذ وطاب من أطعمة، وفي الناحية الثانية ترى الخيمة والأثاث التي تعبر عن حياتهم أيضًا، ثم إلى قارورة المياه التي كانت مشهورة في ذاك الزمن، ففي هذا المكان تجد كل ما يعبر عن أصالتنا وتاريخنا الفلسطيني التي بات يُسلب من قِبل الاحتلال، وتقضي فيه وقتًا يعزُّ عليك مغادرته من جمال الطبيعة والشعور بالراحة فيه.

وقالت المواطنة أمونة أبو رجيلة في الستينات من عمرها وتقطن في منطقة خُزاعة شرق محافظة خانيونس، إنها: تعمل في مهنة الزراعة منذ صغرها - منذ أن كانت ترافق والدها في الذهاب إلى أرضه؛ لزراعة ما طاب من خضروات متنوعة وبيعها في السوق.
وأضافت أبو رجيلة، أنه منذ وفاة زوجها أكملت في مجال الزراعة حتى أن أبنائها الخمسة امتهنوا تلك المهنة التي أصبحت فيما بعد مصدر دخل رئيسي لهم.

وأشارت إلى أنها ورثت عن عائلتها قطعة أرض تقع على المنطقة الحدودية مع الاحتلال، وكانت تتعرض خلال السنوات الماضية إلى التجريف، فكلما تزرعها تقوم جرافات الاحتلال باقتلاع الأشجار وتخريب الأرض.

وقبل ستة أشهر قررت أم نسيم أن تحوّل قطعة الأرض إلى مزار سياحي عُرف باسم "ريف خُزاعة " نسبة إلى تلك المنطقة التي تقطن بها، فأصبح الزوار يأتونه من أقصى الجنوب إلى أقصى شمال قطاع غزة، وأيضا بعض الزوار الذين يأتون من الضفة الغربية، وكذلك المغتربين بالخارج، يأتوا لها لزيارة هذا المكان الذي يتمتع بالهوية التراثية، فكل من يأتيه يتذكر الماضي، حينما يروا الخَيمة وفرن الطينة وبئر المياه وغيرها من المناظر التي توحي بجمال الطبيعة والبساطة، تقول أبو رجيلة. 

وتابعت، نقدم للزوار جميع الأكلات الشعبية والتراثية القديمة مثل المفتول والمسخن والقُرصة ومناقيش الزعتر والشكوكشة ومؤخرًا أكلة مندي الجاج التي تطبخ في برميل مُثبت تحت الأرض وغيرها من الأكلات التي يطلبها الزوار ويستمتعون بمذاقها اللذيذ كونها تُطهى على النار.

وأوضحت أم نسيم أنها تبدأ في تمام الساعة السادسة والنصف من كل يوم بافتتاح أبواب المكان؛ لترتيبه وتزيينه وإعداد بعض التجهيزات المتعلقة بصناعة المأكولات الطيبة، استعدادًا لاستقبال الزائرين من كل مكان، حتى أصبح بعد ذلك مزارًا سياحيا يستقطب العديد من المواطنين؛ لقاء أوقات رائعة.

وقالت إن الزوار يفاجئون أن المكان قريب جدًا من الحدود مع الاحتلال -قُرابة الثلاثمائة متر-، فمجيئهم يعزز من صمودي وبقائي في أرضي، خاصة وأن أعيينا تتجه نحو أرضنا المسلوبة. 

ونوهت أم نسيم لمراسلة وطن أنها لم تتلقى دعم من أي جهة أخرى، ولكن بمساعدة أبنائها استطاعت أن تفتتح المكان بأقل الإمكانيات، وباتوا يوزعون المهام فيما بينهم فأحدهما يُجهز الحطب ويقوم بإشعال فرن الطينة والآخر يخبز وآخرون يعدُّون الطعام. 

وتابعت، كل ما يتم صناعته من طعام يتم نشره والتسويق له على صفحاتنا على منصات التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للزبائن رؤية ما نقوم بصناعته، ونحن نطمح لتطوير المكان أكثر في المستقبل.
 

تصميم وتطوير