احزاب لمرة واحدة

02.12.2022 10:56 AM

كتب: الأسير جهاد الروم - سجن هداريم

الاهتمام في  العقدين الاخيرين بدراسة المجتمع "الاسرائيلي" ومكوناته السياسية من قبل جملة من الباحثين والمختصين بالشأن "الاسرائيلي" , ساعد في تعميق الفهم للطبيعة الكولونيالية الاستيطانية للمشروع "الصهيوني" في فلسطين. ومع ازدياد التخصصات لحاجة التعمق في التفاصيل المرتبطة بنظام الحكم "الاسرائيلي" بأنه يحمل في طياته تأثيرات مباشرة على الفلسطينيين في الداخل اضافة الى التأثيرات على العالم العربي المحيط، فأن النظام الحزبي بتشكيلاته المتنوعة يعطي الباحثين قدرة على البدء بمختلف الظروف التي تؤثر في تركيبة البرلمان الصهيوني (الكنيست) الى جانب تأثيرة في الادوات المعرفية للطبيعة الاثنية والطبقية للمجتمع الاسرائيلي.

لم تعد الاحزاب التقليدية الكبيرة السمة العامة التي تميز المجتمع الصهيوني حيث ظهرت ضمن سياق تاريخي طويل عدة احزاب جديدة كمفاجأة للانتخابات في اكثر من مرحلة زمينة الامر الذي يحمل تبعات وتداعيات ليس فقط على الاحزاب الكبيرة المعروفة وانما ايضا على التصدعات الاجتماعية السياسية وايضا الاثنية في المجتمع الصهيوني.

الحديث عن الاحزاب الجديدة لمرة واحدة  ليس حديثا هامشيا لظواهر متلاشية وخالية، بل تعبر عن الخصال والسمات المؤثرة بشكل او باخر على الاستقرار السياسي الاسرائيلي، كما انها ليست هامشية من منطلق التأثير وربما الاستفزاز الذي تنتهجه هذه الاحزاب لمواجهة الحكومات الاسرائيلية وتشكيلاتها، اي انها لعبت وما زالت تلعب دورا ذا قيمة في احداث تغيير تاريخي، واصدار قرارات تاريخية ذات صبغة في الشأن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الاسرائيلي.

هناك سلسة من تجارب حركات واحزاب ظهرت فجأة وبقوة على الساحة البرلمانية لتختفي لاحقا بأسرع مما ظهرت، وهو ما يمكن وصفه بأحزاب عابرة او فقاعات حزبية كما وصفها الكاتب برهوم جرايسة في كتابه ( الخارطة السياسية في اسرائيل ).

نحن اليوم امام مجموعة من الاحزاب والحركات الجديدة غير التقليدية، وهذا يعود لطبيعة النظام الانتخابي النسبي المعتمد والذي استفادت منه الاحزاب الجديدة، ولكن بصفة عامة ظلت منضوية تحت مظلة الاحزاب التقليدية الا في حالات محددة، كما حدث مع حزب كاديما سابقا، فهو لا يمثل الحالة العامة الجديدة لاحزاب "المرة الواحدة" اذ انه الحزب الجديد والوحيد الذي استطاع الوصول الى الحكم، ولكنه من جهة اخرى يعكس صورة الاحزاب الجديدة "لمرة واحدة" في كيفية نشأته وتشكيله وسرعة انهياره وتلاشيه عن الحلبة الحزبية والسياسية الاسرائيلية .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير