الواقع السياسي الجديد في إسرائيل ومخاطره السياسية الوجودية على الشعب الفلسطيني

27.11.2022 10:28 AM


كتب: عبدالرحيم الريماوي


"الموالاة والمعارضة" الفلسطينية بكافة الشرائح والاطياف والالوان السياسية والاقتصادية والثقافية والأكاديمية والشعبية سيواجهون في المرحلية المقبلة خطرا كبيرا بعد الاتفاق على تشكيل حكومة إسرائيلية متطرفة، يتولى زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، ايتمار بن غفير، حقيبة وزارة "الامن القومي" فيها. بن غفير، سيسعى الى تغير الواقع الجغرافي والسياسي للضفة الغربية والقدس الشرقية، زيادة البناء الاستيطاني وتشريع المستوطنات المقامة في أراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، في اطار السيطرة على الأراضي الفلسطينية لصالح المستوطنين، وترحيل المواطنين الفلسطينيين الذين يشكلون عائقا امام توسيع الاستيطان، وصولا الى محاولة تطبيق حكم الإعدام على الاسرى والاسيرات الفلسطينيات.

الواقع السياسي الجديد في إسرائيل، يفرض على "الموالاة والمعارضة" الفلسطينية بكل اطيافها والوانها السياسية الفصائلية والشعبية، توحيد صفوفهم للدفاع عن انفسهم وارضهم، في ظل ارتفاع عدد الشهداء والاعتقالات واقتحامات الجيش الإسرائيلي لمدن وبلدات وقرى ومخيمات فلسطينية لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والقدس الشرقية. الكل الفلسطيني مدعو اليوم لمواجهة التحديات والمخاطر التي برزت بعد" تشكيل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة"، الخطر الوجودي والسياسي على القضية والشعب الفلسطيني.

"الموالاة والمعارضة" الفلسطينية، مطالبة بالتسريع في عقد لقاءات حوارية متواصلة دون انقطاع وتقيم المرحلة السياسية والكفاحية والنضالية السابقة والخروج من ازمة "الانقسام البغيض" بتبني استراتيجية وبرامج تحقق الوحدة الوطنية، تكون بوصلتها "حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وفق الرؤية السياسية الفلسطينية والشرعية والقانون الدولي، وفق مبدأ القبول بالمشاركة السياسية والراي والراي الاخر، لإفشال المخططات السياسية الاستعمارية الإسرائيلية التصفوية، المتمثلة بسياسة تعزيز قوة الجيش الإسرائيلي والمستوطنين لاقتلاع الشعب الفلسطيني ومصادرة الأراضي لتنفيذ المخططات الاستيطانية.

تكثيف التحرك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني دوليا وإقليميا، يفرض على "الموالاة والمعارضة" الفلسطينية والشعب الفلسطيني بكل قواه المجتمعية تعزيز الوحدة والصمود وتصليب الإرادة الفلسطينية سياسيا وميدانيا، من خلال تطبيق وتنفيذ "اتفاق الجزائر" على الأرض، وفق مبدأ المشاركة السياسية الفلسطينية الشاملة على قاعدة التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية "الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967" وجسر الهوة التي خلقها "الانقسام البغيض"  وإعادة بناء القوة والوحدة الوطنية الفلسطينية والرقي بالمواقف النضالية والكفاحية، عنوانها الرئيس، مواجهة الخطر اليميني الإسرائيلي في المرحلة القادمة المتمثل، في ايتمار بن غفير، الذي لا يؤمن بوجود الشعب الفلسطيني، كما دعا الى إعادة احتلال مناطق السلطة الفلسطينية وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والقدس، واكد في حملته الانتخابية سيعمل على الغاء اتفاق أوسلو وحل السلطة الفلسطينية.

تشكيل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، يدعو الكل الفلسطيني الى ادراك حجم الخطر الذي يهدد القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ويدعو العالم العربي والإسلامي الى "وقف هرولة التطبيع" وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإعلامي والدبلوماسي السياسي في المحافل الدولية "هيئة الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي" ومطالبة القوى الدولية والإقليمية بالعمل سريعا على تطبيق وتنفيذ قرارات الشرعية والقانون الدولي الخاصة بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولجم العدوانية الإسرائيلية المتواصلة على "قطاع غزة والضفة الغربية والقدس" واجبار الاحتلال على الانسحاب الى حدود ما قبل الخامس من حزيران عام 1967، القوى الدولية والإقليمية مطالبة بمغادرة سياسة إدارة الازمات في المنطقة، وعليها ان تدرك حجم ومخاطر الحرائق التي ستشعلها حكومة الاحتلال المتطرفة المقبلة، في حال عدم تمكين الشعب الفلسطيني من حق تقرير المصير "إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس" وفق قرارات الشرعية والقوانين الدولية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير