ورثها عن أجداده .. بلبل يواصل العمل في مهنة المشغولات اليدوية رغم التحديات
غزة-وطن-احمد الشنباري: يتخذ المواطن رشيد بلبل من سوق فراس الشعبي محلاً صغيراً تورات من خلاله مهنة الآباء والاجداد في تطويع الخشب وتحويله إلى مشغولات يدوية.
وفي إحدى زوايا المحل المملوء بالأخشاب ينشغلُ رشيد قي تجهيز عصاة فأس لاحد زبائنه المزارعين، لكن هذه هي المرة الأولى التي يعمل فيها بأخشاب مستوردة بعد ان اعتاد على اخشاب الحمضيات المحلية.
يقول بلبل ان مهنة المشغولات اليدوية التي يعمل بها منذ عشرات السنين توارثها من والده ومن قبله جده الذي كان يعمل بها وعرفت باسم "القدوم"، الا ان أصبحت هذه المهنة ملتصقة بالعائلة.
وأوضح بلبل ان بداية مشواره في هذه المهنة كانت في الوقت الذي توافرت فيه أشجار الحمضيات والسدر، لكن مع مرور الوقت انقرضت أغلب أشجار الحمضيات بفعل تجريف الاحتلال للأراضي الزراعية، واصبحت تغزو الأسواق الأخشاب المستوردة.
ويضيف بلبل ان الأدوات التي يقوم بإنتاجها داخل محله تعتمد في الاستخدام الزراعي مثل عصاة الكريك والقدوم والفأس وغيرها، بالإضافة إلى مشغولات تستعمل في المطبخ الفلسطيني مثل قوالب المعمول والكعك وادوات اخرى تستخدم في العجين، ورغم توفر المستورد الا ان الكثير من المزارعين يميلون إلى الصناعات اليدوية لما فيها من جودة وإتقان.
وبيّن بلبل ان المهنة اليوم أصبحت في تراجع بسبب عدم توفر الأخشاب ذات الجودة العالية، الأمر الذي زاد من أجرة إنتاج المشغولات على المواطنين بشكلٍ يدوي في ظل توفر البدائل من الأخشاب المستوردة والتي لا تصمد كثيراً اثناء العمل.
وحول طبيعة عمله في هذه الفترة اوضح بلبل ان أجرة العمل أصبحت قليلة نسبياً مقارنة بالماضي ، فاليوم يبيع الأخشاب المستوردة مع بعض التعديلات على عكس الأعوام الماضية حيث كان الدخل مضاعف بسبب توفر الأخشاب وتشكيلها حسب رغبته ورغبة الزبائن وهذا ما يزيد من أجرة عمله.