"عرين الأسود" غيّرت الألوان الفصائلية لإحياء الثورة

18.11.2022 11:14 PM

كتب فادي أبو بكر: أصدرت مجموعة عرين الأسود في البلدة القديمة من نابلس في الضفة الغربية يوم الأربعاء الموافق 9 تشرين ثاني/ نوفمبر 2022 بياناً، أكّدت فيه تنفيذها معركة أسطورية إبّان اقتحام قوات الاحتلال لمنطقة قبر يوسف، التي استشهد خلالها ابن مخيم بلاطة الفدائي المشتبك مهدي حشاش.

ووجّهت المجموعة رسالة لوم وعتب لوسائل الإعلام والصحفيين، لتقصيرهم بتغطية الأحداث، قائلةً: "لقد خُلقت الصحافة للحروب لا للمؤتمرات الصحفية والجنائز، وإن كان هناك أي توجيه لكم بإهمال الأحداث والإشتباكات على أمل أن تعود الحياة لطبيعتها، نقول لمن مرّر هذه المعلومة لكم، إذا عاد وديع ومهدي والمبسلط والنابلسي والعزيزي والشيشاني وباقي الشهداء والقائمة تطول، إن عادوا للحياة ستعود الحياة الى طبيعتها وسنفهم الصخر والحجر والبشر أن لا حياة طبيعية وهناك إحتلال جاثم على صدورنا".

شكّلت مجموعة عرين الأسود أنموذجاً نضالياً وحدوياً فريداً، دقّ ناقوس الخطر لدى الاحتلال الإسرائيلي، بسبب خروجها عن النسق المألوف لديه، حيث أنها  تتفوّق وتتميّز عن غيرها من المجموعات الفدائية، بامتلاك عنصر المفاجأة، والذي يشكّل مصدر قوتها الرئيس.

فبالرغم من حقيقة أن عناصر هذه المجموعة ينتمون إلى مختلف الفصائل الفلسطينية، إلا أن المجموعة  تعمل وتُعرّف نفسها بأنهّا تشكيلة وطنية لا تنتمي لأي فصيل. وتمايزت بلباس وشعار جديد، وتحظى بشعبية واسعة في الشارع الفلسطيني.

ولعلّ خروج المجموعة عن النسق الفصائلي المألوف،وتوجيه اللوم للإعلام دون الفصائل في بيانها الأخير، ليدلّل على أنّ موقفها إزاء الفصائل ، قد تجاوز مرحلة العتاب و اللوم، إلى عدم رضا ووإحباط وغضب من استمرار الانقسام، والولاءات الحزبية العمياء، وترهّل الحالة الفصائلية الفلسطينية وانعدام فاعليتها.

مُنيت "عرين الأسود" بضربات قاسية وموجعة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنّها ستبقى الرقم الصعب، وستواصل فكرتها النمو والتجّدد، في عقول وأذهان الأجيال اللاحقة.. هذه الفكرة الوطنية الأفلاطونية في زمن الأقنعة. ولعلّ أهم رسالة تودّ هذه المجموعة إيصالها، هي أن المرحلة القادمة لا تتطلب "ذكاء سياسي" بقدر الحاجة إلى بناء عوامل القوة الوطنية.

ومع مرور الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد القائد الحي فينا ياسر عرفات "أبو عمار"، نردّد للأسود مقولة الياسر: " يا جبل ما يهزّك ريح"، آملين أن تكون ذكرى استشهاده فرصة جديدة لتكريس الوحدة والنهوض الوطني، وأن نكون جميعاً معاً من أجل فلسطين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير