أحمد الحرباوي.. خباز يعمل على تأسيس أرشيف الكتروني لتاريخ مدينة الخليل
مدينة الخليل- ساري جرادات- وطن: لم تستطع ألسنة النار واللهب وارتفاع درجات حرارة المكان من إذابة رغبة الشاب أحمد الحرباوي في المضي قدماً نحو تأسيس أرشيف الكتروني يعني بشؤون الخليل وتاريخها، ويعمل بيديه في عجين وتغليف الخبز، ويشغل فكره بالعمل على بناء موقع الكتروني خاص بمدينته.
وراودت فكرة تأسيس موقع الكتروني لمدينة الخليل الشاب الحرباوي بسبب غياب الدور الحكومي وبالأخص المختصين بالسياحة عن إقامة مثل هكذا مواقع، خاصة وأن مدينة الخليل عاشت فترات زمنية مختلفة ومر عليها من الحضارات الكثير.
ويعمل الحرباوي منذ ما يزيد عن العامين، برفقة مجموعة من المتطوعات والمتطوعين على صرف زيارات منزلية وعقد لقاءات مع كبار السن، وممن عايشوا فترات حكم سابقة للاستماع لشهاداتهم عن الخليل والحصول على وثائق أو صور بحوزتهم.
ويعمل الفريق على ترجمة بعض النصوص التي يتم الحصول عليها، خاصة الفرنسية او التركية او الانجليزية منها، وتصويرها وحفظها مع كتابة نبذة عنها، ليتم بعدها حفظها على الموقع الالكتروني، الذي سيكون بمثابة مرجعية للأوراق البحثية أو الدراسات في تاريخ الخليل.
وتبين اعتدال ابو حمدية وهي معلمة لغة انجليزية متقاعدة أن ذاكرتها لا تزال زاخرة بالعديد من المشاهد الثقافية في المدينة، وتحفظ جيداً أماكن المركبات ومواقف السيارات، قبل أن يبتلع الوحش الأرض ويغير مسار الحياة الهانئة للفلسطينيين.
ولفتت أبو حمدية إلى أن حفظ الوثائق وأرشفتها يزيد من تمسك الأجيال بماضي أجدادهم، ويعزز من الرواية التاريخية الفلسطينية في دحض الادعاءات والنهب، أو تغيير التاريخ وتزييفه.
وقال أحمد الحرباوي، الذي يعمل مديرا لنادي الندوة الثقافي أن المبادرة قائمة على توثيق الروايات الشفوية والأغاني الشعبية أيضا، وهو ما يسهم بشكل واسع في تعزيز الانتماء للأرض الفلسطينية.
وأشار أحمد إلى أنه لا يوجد في مدينة الخليل مكتبة عامة قادرة على تشجيع الباحثين في شؤون المدينة، محملاً الجامعات الفلسطينية جزء من الأزمة كونها لا تكلف طلبتها في البحث في عمق المدينة وتاريخها.
