مساجد نابلس: رفاهية المصلين من جيوب المتبرعين
نابلس – وطن - علي دراغمة - في نهاية خطبة الجمعة الماضية (16/9/2011) التي خصصت للحديث عن التوجه الفلسطيني لإعلان الدولة في معظم مساجد الضفة الغربية توقف الشيخ احمد شوباش مفتي نابلس الذي أم المصليين في مسجد الحاج نمر بالمدينة في نهاية خطبته كي يبلغ المصلين طلبا موقعا من وزارة الأوقاف يسمح للقائمين على أحد المساجد بجمع التبرعات.
وقال الشيخ شوباش:"لدينا اشعار من وزارة الأوقاف للتبرع لمسجد الحنبلي وسط نابلس".
ثم توقف قليلا وعاد الشيخ شوباش ليقول للمصلين:"للحق أقول القائمون على مسجد الحنبلي وسط المدينة يقومون بوضع أخشاب "ديكور داخلي تكلف وحدها 50 آلف شيكل دون التوابع الأخرى، وفي العام الماضي قاموا بتغيير حمامات المسجد وكلفت المتبرعين عشرات آلاف الشواقل ثم قاموا بإزالتها لاحقا نتيجة عملية توسعة في المسجد نفسه مما يعني ان الأموال التي أنفقت سابقا ذهبت أدراج الرياح ".
وتابع الشيخ مخاطبا المصلين "أنصحكم وانا أفتي بذلك بالتبرع في أساسات مسجد آخر او التبرع بالمال في مكانه السليم" عندها بدأ بعض المصلين بالنظر الى بعضهم استغرابا من طلب التبرع وبدأ البعض يهمس.. فماذا قال المصلون؟
الجواب كان على سجادة جامع التبرعات في نهاية الصلاة التي كانت شبه فارغة رغم قوله بصوت مرتفع:"تبرعوا لله، ما نقص مال من صدقة".
رئيس لجنة اعمار المساجد في مديرية أوقاف نابلس جمعة الأفغاني قال في تصريح لـ" وطن للانباء" حول تكلفة اعمار مسجد الحنبلي و ظاهرة تكييف المساجد في مدينة نابلس:"الأموال التي أنفقت على المسجد لم تذهب أدراج الرياح بل قمنا بعملية توسعة في مسجد الحنبلي بحوالي 200 متر نتيجة الحاجة وزيادة أعداد المصلين، ودورة المياه التي تم تقليصها تابعة لمصلى النساء نتيجة ندرة المصليات في المسجد الاتي لا يزيد عددهن عن 50 امرأة وقلصنا عدد الحمامات بما يتناسب مع عدد المصليات".
وتابع "ما يتعلق بالأخشاب المستعملة في داخل المسجد فقد استعملنا أجود أنواع الأخشاب في العالم وهي من نوع"موغنو"التي يمكن ان تدوم مئات السنين بما يتناسب مع المسجد التاريخي الذي يزيد عمره عن الـ 700 عام " وتابع الأفغاني" أوجدنا 3 أنماط في مسجد الحنبلي فمنها الروماني و الأيوبي والعثماني".
وحول ظاهرة التكييف المنتشرة في المساجد قال الأفغاني:"في المملكة السعودية كل المساجد مكيفة" وأضاف" يوجد الكثير من الاتجاهات الإسلامية التي لكل منها طريقته مثل الإخوان المسلمين وحزب التحرير والسلفيين، والتبليغ ،والتكفير والهجرة وكل يغني على ليلاه وينتقد ما نقوم به من جهد بطريقته".
وقال الافغاني:"استعمل في بيتي "شايش" للمطبخ بسعر 700 شيكل للمتر المربع الواحد، فكيف يعترض البعض على استعمال أجود المواد في بيوت الله؟".
وردا على ما أشيع في مدينة نابلس حول فاتورة الكهرباء لأحد المساجد التي قيل انها بلغت 17 آلف شيكل خلال احد أشهر الصيف الجاري قال الشيخ سعد شرف خطيب مسجد الحنبلي المعروف محليا في مدينة نابلس:"نحن نعيش في مناطق معتدلة الحرارة ، وفي تبريد المساجد بهذه الطريقة بعد عن روح العبادة القائمة على التقشف والتجرد عن كل زخرف الدنيا بطريقة تؤدي الى ربط الإنسان بالآخرة واصله البسيط" وتابع الشيخ شرف"أصبح موضوع تكييف المساجد مدعاة للبهرجة والتفاخر بين القائمين على بعض المساجد في حين أن هناك عشرات الأفواه الجائعة التي هي أولى بالأموال التي تنفق على التبريد، وهناك مبالغة في موضوع التكييف لدرجة أنها أصبحت متطلبا مستفزا".
وأضاف الشيخ شرف ان كتب التاريخ تذكر أن النبي الأمي "محمد""عليه الصلاة والسلام"كان يصلي في مسجد أرضيته من الحصى وسقفه من فروع أشجار النخيل ، وكان اثر السجود في جباه الصحابة كركب البعير.
وقال مدير شركة كهرباء الشمال المهندس يحيى عرفات في تصريح لـ" وطن) ان الشركة اعتمدت تزويد كل مسجد بعدادين للكهرباء احدهما مخصص للإنارة والاخر لاجهزة التكييف (3 فاز).
وأوضح عرفات ان وزارة الأوقاف تقوم بتسديد فواتير الإنارة فقط بينما يتم تسديد كلف التكييف من التبرعات التي يتم جبايتها من قبل لجان المساجد.
وقد توصلت "وطن" خلال بحثها في هذه المسألة قيم صرف عدد من مساجد نابلس على التكييف والتي جاءت خلال الشهر الماضي على النحو التالي علما ان ما توصلنا اليه محصور بفواتير الدفع المسبق لبعض مساجد نابلس التي تضم 90 مسجدا.
وكانت هذه الفواتير وجميعها تصدر باسماء اشخاص قيمون على هذه المساجد على النحو التالي:-
مسجد حمزة بن عبد المطلب 500 شيكل
مسجد الهدى 500 شيكل
مسجد عمر بن الخطاب 500 شيكل
مسجد مصعب بن عمير 2000 شيكل
مسجد الشهداء 500 شيكل
مسجد طيبة 1000 شيكل
مسجد ام سلمه 500 شيكل
مسجد رفيديا الكبير 500 شيكل
مسجد عجعج 500 شيكل
مسجد حوارة الرئيسي 500 شيكل
ومن اللافت أن جزء من التبرعات التي تذهب لتغطية تكاليف التكييف تجبى دون ان يتم الإفصاح عن وجهتها بصورة صريحة احيانا مثل مطالبة المصلين بالتبرع لصيانة مسجد ما!!
ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل ان كشف صرف كهرباء بعض المساجد والمصليات يطرح تساؤلا إضافيا يوازي في أهميته مسالة التكييف في المساجد وتغطيتها حيث اظهر كشف فواتير الإنارة في مساجد نابلس ان مصلى صغير ( مسجد السوق الأخضر) استهلك من الكهرباء للإنارة أكثر من اكبر مساجد المدينة وأعرقها (مسجدي النصر والكبير).
وبلغت فاتورة استهلاك مسجد السوق الأخضر وهو عبارة عن مصلى صغير 872 شيكل اما مسجد النصر فقد بلغت فاتورته 787 والمسجد الكبير 883 شيكلا خلال الشهر الماضي.
وبالتوازي مع كل ما سبق فان وزارة الأوقاف قد أصدرت سندات قبض لجباية صدقة الفطر في شهر رمضان الماضي ما اثار تساؤل بعض المواطنين بشان وجهة صرفها وما اذا كانت ستذهب للفقراء ام على المساجد.