صناعة الفخار.. مهنة تقليدية تقاوم الاندثار في غزة

13.10.2022 10:15 AM

أروى عاشور- وطن- غزة: في أقدم مناطق قطاع غزة، يقبع أقدم مصنع لصناعة الفخار، والذي يحمل اسم "الفواخيري"، حيث يحمل في زواياه عبق التراث الفلسطيني، وأصالة تاريخه.

صانع الفخار عيد العربي، "56" عاما، تعلم هذه الحرفة منذ نعومة أظافره حين كان والده يصحبه للعمل بعد المدرسة، إلى أن أصبح من أشهر متقنيها بعمر الرابعة عشر.

يقول العربي لوطن إن صناعة الفخار كانت منذ قديم الزمن في فلسطين، حيث كانت كافة الأواني التي تستخدم في الطعام والشراب والزراعة، مصنوعة من الفخار، بينما الان انشهرت الأواني الزجاجية والبلاستيك وغيرها.

يخشى العربي وغيره من صانعي الفخار في قطاع غزة من اندثاره، رغم ما تحظى به من رواج بسيط من هواة الأواني الفخارية، وغيرهم من يدخلونها في مجالات عديدة لأغراض الزينة والأعمال الفنية.

وبانسيابية وليونة تتحرك قطع الطين الحمراء بيد صانع الفخار ليشكلها بواسطة" دولاب" ويحولها ببراعة حتى تأخذ شكل فخارة القدرة، إضافة في أشكالا جمالية أخرى متعددة بطابع تراثي أصيل.

ويجري التشكيل حسب متطلبات السوق المحلي في قطاع غزة، فهناك: الزبادي، وأباريق الفخار، وفخاريات الرز، والزير، وأشكال أخرى للزينة والزراعة وغيرها.

وتمر صناعة الفخار بعدة مراحل، بحسب "العربي"، الذي يوضح لوطن أن المرحلة الأولى تتمثل في جلب الطين الخام من الأراضي، ثم يجري تجفيفه لمدة أسبوع ليوضع بعد ذلك في حفرة كبيرة عمقها متر، ويمزج جيداً ويصفى من الشوائب.

ويضيف أن الطين يوضع بعد ذلك في حوض مساحته 5 أمتار ويعرض تحت أشعة الشمس لمدة 3-4 أيام، ليصبح جاهزاً للمرور عبر آلة خاصة تُشكله إلى أعمدة، وبعد ذلك يكون الطين وصل لمرحلة التشكيل اليدوي بواسطة الدواليب.

يشتهر قطاع غزة بصناعة الفخار منذ قديم الزمان، ويمثل مصنع "الفواخيري" إحدى أكبر المصانع وأقدمها في القطاع، حيث كان يتم تصدير الأواني الفخارية إلى مدن الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل، حتى عام 2000م، أما الان فالعمل مقتصر للسوق المحلي.

تصميم وتطوير