أنا كل هؤلاء

11.10.2022 06:38 PM

كتب سامر عنبتاوي:

أنا عايشت قابيل عندما قتل شقيقه هابيل، واستغربت! كيف يقتل الأخ أخاه؟!

وأنا عايشت نوح وتساءلت كيف يعق الإبن أباه فيغرق؟!

وأنا عايشت يوسف وأباه يعقوب ورأيت كيف أن الغيرة تجعل الأحد عشر كوكبا يحاولون قتل أخاهم و إخفائه في البير؟!

وإنا عايشت داحس والغبراء، واستهجنت كيف تتقاتل قبيلتان لسنوات طوال من أجل دابة؟!

وعايشت حروب الردة، وقتل الخلفاء ونزاع بنوا أمية مع بني العباس مع كل من تلاهم فتساءلت أين الحكم الرشيد؟!

وأنا عايشت الحروب العالمية فتساءلت كيف تقتل الإنسانية نفسها؟!

وأنا عايشت ديكارت وفولتير وقبله أرسطو وأفلاطون وابن  رشد و سارتر و هيجل و آنجلز و ماركس و لينين، و الغزالي و الشعراوي و القرضاوي، و تساءلت، كيف لم تصل الإنسانية لقرار؟!

وأنا عايشت بتهوفن و موزارت و دافنشي و تولستوي و هيجو و جوركي و نجيب محفوظ و عبد القدوس و العقاد و طه حسين و حنا مينه و ناظم حكمت و أم كلثوم و عبد الوهاب فاستغربت كيف لم ينتصر الفن و الأدب و الشعر على الإقتتال و الدماء؟!

و إنا عايشت الثورات العربية و القومية و الإخونجية و البعثية، عايشت رابعة العدوية و البنا و قطب و عبد الناصر و بن بيلا و بومدين و السادات و الأسد، و استهجنت كيف لم ننتصر و ننال الحرية؟!

و عايشت الحسيني و النشاشيبي ثم الفتح و حماااس و الجبهات و الأحزاب فصعقت كيف لا نزال تحت الاحتلال؟!

أنا عايشت كل ذلك بل أكثر الكثير، فأنا الفلسطيني الحائر، الهائم، المظلوم، المكلوم، أنا الفلسطيني الشاهد على التاريخ بفنه و أدبه، بسياساته و انقلاباته، شاهدت كل شيء ينعكس في وطني و على وطني و شعبي، فنحن خبرنا و اختبرنا كل ما سبق  و لا زلت و لا زال وطني بلا حرية، أنا شاهد ما شفش حاجة  و أختبر كل حاجة ،،،،

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير