ماذا يعني أن يخوض 30 أسيراً الإضراب عن الطعام؟

27.09.2022 01:35 PM

 كتب: طارق عسراوي: إنه اليوم الثالث للإضراب عن الطعام، ماذا يعني ذلك؟ يعني أن ثلاثين حُرا شَدُّوا رحالهم إلى الحرية، سَرجوا صهيل الإرادة، كسروا نوافذ الخوف، وأطلقوا غزلان أرواحهم إلى جنون البراري. ماذا يعني ذلك؟ يعني أنَّ حباً اشتعل في الأفئدة، وصار الحنينُ نخزاً لا يُحتمل.

يعني أنهم يجلسون الآن وجهاً لوجه، نِدّاً بِند مقابل غريزة الإنسان، وخلف المشهد سجّانٌ يُطلُّ ببطشه وموته.

ماذا يعني ذلك أيضاً؟

يعني أن البلادَ، وأعني البلاد كُلَّها من نخيل دير البلح إلى وردِ الجليل، تحبِسُ أنفاسها، تكتب أسماءهم على صفحة الفجر، وتُعدُّ لهم أناشيد الحرية.

يعني أن أمهاتنا فقدنَ شهية الطعام، وأنهنَّ سوف يُبلّلن لقمة الخبز بالدمع الساخن، حُباً وخوفاً. يعني أنّ السماء الآن تبدو من كوّة الزنزانة واسعةً وقريبةً في متناول اليد.

وماذا يعني ذلك أيضاً؟
يعني أنَّ ميقاتاً جديدا ًصار للبلاد، وصرنا نقول في اليوم الثالث للإضراب وقبل اليوم الخامس أو بعده.

يعني ذلكَ أنّ الأمر الآن ليس كما كان قبل أن يُعيدوا طبق الطعام الأول إيذاناً ببدء الإضراب.

ويعني أيضاً أن ثلاثين أسيراً قالوا كلمتهم: "الحريّة"، وخلفهم حناجرُ شعبٍ تهتفُ للحرية.. للحرية المطلقة، وخلفَ جوعهم نردّدُ: السلام على جوعكم المقاتل، طوبى لكسرة الخبز الرصاصة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير