الحكواتي "عمو فؤاد" يجول غزة على قدميه للترفيه عن الأطفال

21.08.2022 02:05 PM

رفح- أمل بريكة- وطن: بدأ الحكواتي فؤاد شيخ العيد (40  عاما)  من محافظة رفح جنوب قطاع غزة، عمله التطوعي في مجال التنشيط والترفيه عن الأطفال منذ ما يُقارب 20 عامًا، وذلك في من خلال انخراطه المباشر في الأنشطة التي كانت تقام في المخيمات الصيفية بالمدارس وفي المؤسسات وصولاً إلى الحارات الشعبية وبين أزقة مخيمات اللاجئين.

وقال شيخ العيد، إنه " من صغري كانت لدي هواية حب الأطفال والترفيه عنهم بممارسة الأنشطة والألعاب الترفيهية، وقتما كنت قائد كشافة في مفوضية الكشافة برفح، ونظرا لالتزامي وتميزي حصلت على إشارة خشبية كنوع من الترقية.

وأضاف، أحببت أن أتحول من عمو فؤاد الذي يُداعب الأطفال بالأنشطة إلى "الحكواتي عمو فؤاد" الذي يروي القصص والحكايات لمجموعة كبيرة من الأطفال وبأعمار مختلفة.

وأوضح شيخ العيد، أن فكرة "الحكواتي" جاءته من خلاله عمله في مجمَّع الكرامة كمدير دائرة المسرح، ففي تلك الفترة انخرط في العمل المسرحي الذي استطاع أن يُخرج منه شخصية الحكواتي بهذا الشكل الذي يحبه الاطفال في يومنا هذا.

وتابع، أنه بدأ يطور من تلك الشخصية التي تقمصها مع الوقت من خلال استثمار الظروف المحيطة، فمثلا خلال جائحة كورونا التي بدأت قبل ثلاثة أعوام تقريب قرر صناعة قصص وحكايات قصيرة مصورة ونشرها على منصات السوشيال ميديا؛ لتسلية الأطفال والتنفيس عنهم في ظل الحجر المنزلي والبقاء فيه مدة أطول، ما يجعل أفراد الأسرة يشعرون بالملل الشديد، فكانت هذه الفكرة جيدة بالنسبة لهم.

وكان شيخ العيد، ينشر ويروي القصص على الأطفال بهدف الاستفادة من الحكم والمواعظ التي كانت تُقال في سياق القصة؛ للتأثير على الأطفال بشكل إيجابي ومساعدتهم في الابتعاد عن السلوكيات السلبية.

وأشار إلى أنه كان يضطر في كثير من الأحيان الذهاب إلى أماكن بعيدة مشيًا على الأقدام؛ للوصول للأطفال والترفيه عنهم ورسم البسمة على شفاههم، فكان يذهب إلى مناطق متفرقة وبعيدة مثل مخيم بدر الجديد والشوكة والنجمة وأماكن أخرى.

وقال شيخ العيد، إنه في عدوان العام الماضي (2021) على قطاع غزة كان هو أحد النازحين وعائلته إلى المدارس بسبب القصف الشديد في المنطقة التي يقطن فيها شرق رفح-حيث المنطقة الحدودية القريبة من تمركز الدبابات "الإسرائيلية"-، فكان يجمع الأطفال في ساحة المدرسة ويروي لهم الحكايات التي يمكن أن تُلهيهم عن صوت الطيران والقصف المرّوع.

وقال لمراسلة وطن " أنا مستمرة في الحكواتي عمو فؤاد لحد ما أموت"، ويجب أن أبقى على تواصل دائم مع الأطفال ورسم الابتسامة على وجوههم.

وبين أنه يضطر الذهاب إلى الأماكن العامة كالمنتزهات، تلك الأماكن التي يهرب إليها الأطفال وأهاليهم، حيث الخضار وعليل الهواء الطلق، بعيدًا عن ضجيج المخيمات وانفصال التيار الكهربائي لساعات طويلة، وفور وصوله مرتديًا ملابس الحكواتي حاملاً سماعة الصوت الكبيرة والميكرفون بيده يتجمعون الأطفال حوله يُغنون ويمرحون ويسمعون القصص المُسلية وذات الطابع الممتع.

وأوضح شيخ العيد، من الصعوبات التي تواجهه، عدم قدرته على توفير المواصلات دائما وبعض الفنيات التي تطور فريقه المساعد له، ويضطر كثير الذهاب للناس لا العكس بسبب ظروفهم وعدم مقدرتهم على ذلك.

تصميم وتطوير