تحريض وهستيريا في ألمانيا ودولة الاحتلال على تصريحات الرئيس عباس: "إسرائيل ارتكبت 50 مجزرة بحق الفلسطينيين"

17.08.2022 11:52 AM

 

رام الله – وطن: اثارت تصريحات الرئيس محمود عباس في المانيا، والتي قال فيها ان دولة الاحتلال ترتكب "50" محرقة بحق الفلسطينيين، حالة هستيريا وحملة تحريض ضده في ألمانيا وفي دولة الاحتلال.

وعلى الرغم ان الرئيس لم ينكر المحرقة او شكك فيها، بل تطرق الى المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد شعبه منذ النكبة عام 1948، حتى العدوان الأخير على قطاع غزة، والتي كان اخر جرائمه فيه اعترافه بقتل 5 أطفال، الا ان حالة هستيريا أصابت الدولة الألمانية عبر عنها المستشار الألماني شولتس، وكذلك قادة الاحتلال والمستوطنين.

وعبر شولتس اليوم، الأربعاء، عن استيائه من تصريحات الرئيس عباس وقال على تويتر إنه "بالنسبة لنا نحن الألمان على وجه الخصوص، فإن أي محاولة لإضفاء الطابع النسبي على تفرد المحرقة أمر غير محتمل وغير مقبول.. أنا مستاء من هذه التصريحات المشينة التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس".

بينما هاجم رئيس حكومة الاحتلال، يائير لبيد، الرئيس عباس، لمجرد انه قال " إن إسرائيل ترتكب محرقة بحق الفلسطينيين على مدار سنوات" واعتبر لبيد في تغريدة في تويتر، منتصف الليلة الماضية، إن "حديث أبو مازن في الأراضي الألمانية "ليست وصمة عار أخلافية وحسب وإنما تشويه رهيب أيضا. لقد قُتل 6 ملايين يهودي في المحرقة، (بينهم) مليون ونصف مليون طفل. والتاريخ لن يغفر له".

بينما كتب رئيس حكومة الاحتلال البديل، نفتالي بينيت، في تويتر، اليوم الأربعاء، أنه "كرئيس حكومة لم أوافق على لقاء أبو مازن، أو أن أتقدم بأي مفاوضات سياسية، حتى في أعقاب ضغوط داخلية وخارجية. و"شريك" ينفي المحرقة ويلاحق جنودنا في لاهاي ويدفع رواتب لإرهابيين، هو ليس شريكا".

بدوره، اعتبر وزير مالية الاحتلال، أفيغدور ليبرمان، أن "أبو مازن ينكر المحرقة وعدو لدود لدولة إسرائيل. وكتب رسالته للدكتوراة في موسكو حول موضوع إنكار المحرقة، وهو يقدم بشكل دائم دعاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ويتهم الجنود الإسرائيليين بجرائم حرب وجرائم ضد البشرية، وأبو مازن الذي رفض أمس التنديد بالمجزرة في أولمبياد ميونيخ وقتل الرياضيين قبل 50 عاما، هو إرهابي يمارس الإرهاب السياسي، ولذلك هو خطير أكثر من جميع الناشطين الإرهابيين في حماس أو الجهاد الإسلامي".

وتابع ليبرمان "أنني أدعو رئيس الحكومة ووزير الأمن إلى التوقف عن منحه شرعية واللقاء معه والتحدث معه. ولا يوجد أي سبب للتأثر من تهديداته بوقف التنسيق الأمني، لأن أبو مازن يعلم أن التنسيق الأمني مهم له، ليس أقل من أهميته لإسرائيل".

بينما قال وزير الحرب ان "أقوال أبو مازن حقيرة وكاذبة، وهي محاولة لتشويه وإعادة كتابة التاريخ. والمقارنة البائسة والمفندة بين المحرقة، التي ارتكبها النازيون وأعوانهم بمحاولة إبادة الشعب اليهودي، وبين الجيش الإسرائيلي، الذي يدافع عن وثبة شعب إسرائيل في أرضه وعن مواطني إسرائيل وسيادتها أمام إرهاب وحشي هي إنكار للمحرقة".

وتوالي التحريض على الرئيس عباس عقب تصريحاته اذ قالت هاجمت الإدارة الأميركية أقوال الرئيس عباس، وقالت المبعوثة الأميركية لمكافحة معاداة السامية، دفورا ليفشتدت، إن أقوال عباس حول "50 محرقة" ليست مقبولة، وأن "تشويه المحرقة يغذي معاداة السامية وقد تكون لذلك عواقب خطيرة".

وارتفعت وتيرة التصعيد من قبل قادة المستوطنين، اذ قال النائب المتطرف ايتمار بن غفير "عار على غانتس لو سمح مرة أخرى لمنكر المحرقة أبو مازن بدخول منزله في روش هاعين - لو بإمكاني سأضعه على طائرة ليذهب إلى سوريا"، في تحريض على منع دخوله فلسطين مرة أخرى.

وأصدر الرئيس محمود عباس اليوم الأربعاء توضيحا حول ما جاء في إجابته، في المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز في برلين، جدد فيه تأكيده "أن الهولوكوست أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث"، مؤكدا "أنه لم يكن المقصود في إجابته إنكار خصوصية الهولوكوست، التي ارتكبت في القرن الماضي، فهو مدان بأشد العبارات".

واكد الرئيس عباس ان المقصود بالجرائم التي تحدث عنها، هي المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة على أيدي القوات الاسرائيلية، وهي جرائم لم تتوقف حتى يومنا هذا.

وقال الخبير والمختص بالشأن العبري عصمت منصور لوطن ان تصريحات الرئيس اثارت حالة هستيريا في الإعلام العبري ولدى مسؤولي الاحتلال مثل لابيد وغانتس وليبرمان، وكذلك لدى أعضاء الكنيست، ضد ربط الرئيس هاس بين مجازر الاحتلال بـ"الهولوكوست".

ولفت منصور، ان الرئيس عباس أصدر توضيحا، حول تلك التصريحات، واكد فيها انه لا ينكر خصوصية المحرقة ويؤكد على الجرائم الإسرائيلية وقد جرى تداول التوضيح في الاعلام العبري.

ولفت منصور ان "كلمة الهولوكوست" يتم التعامل معها بحساسية بالغة في المانيا، ولذلك كان على الرئيس عباس عدم استخدامها، موضحا ان السياسيين ووسائل الإعلام في ألمانيا تنظر بحساسية بالغة تجاه الهولوكوست ولا تزال تعيش في عقدة الذنب، بينما تستغل إسرائيل ذلك، مشيرا ان التطرق الى الهولوكوست في ألمانيا يشبه الدخول الى "عش الدبابير" وتصريح المستشار الألماني إزاء تصريحات الرئيس عباس دليلا على ذلك.

ولفت منصور ان إسرائيل استغلت التصريحات لإحراج أبو مازن ودفع ألمانيا أكثر لابتزاز الفلسطينيين سياسيا، لافتا الى انه لن يترتب على تلك التصريحات أي ردود عملية إسرائيلية، موضحا ان ما نشر هو ان مكتب وزير الحرب بيني غانتس راسل مكتب الرئيس عباس وطلب منه إصدار توضيح وهو ما جرى، واعتقد ان الازمة العملية انتهت هنا، لكن اليمين سوف يستغل تلك التصريحات في دعايته الانتخابية.
بينما ذكرت القناة العبرية 13 ان التوضيح الذي صدر عن الرئيس عباس بشأن تصريحاته جاءت بناء على طلب من مكتب رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد.

تصميم وتطوير