مريم تهزم السرطان وتتفوق في الثانوية العامة رغم بتر ساقها
غزة-وطن-أحمد الشنباري: على كرسيٍ متحرك وبقدمٍ واحدة تغلبت على ظروف المرض، وواجهت عبر اصرارها جرعات العلاج القاسية، التي أنهكت جسدها، لكن سرعان ما تلاشى شعور الألم بعد ان قفزت من كرسيها فرحاً بنتيجةِ التفوق في الثانوية العامة.
الطالبة مريم عبدربه من مدينة جباليا شمال غزة، لم تستلم لمرض السرطان الذي أفقدها قدمها، وحاولت إكمال دراستها بعد ان تنقلت بين المستشفيات لمدة تسعة أشهر، متفوقة بنتيجة الثانوية العامة بمعدل 89.9%.
تقول مريم انه من المفترض أن تتقدم السنة الماضية لاختبارات الثانوية العامة، لكنها مرّت بظروف صحية صعبة نتيجة اصابتها بمرض السرطان الذي أفقدها قدمها، حيث واجهت ظروف صعبة جداً نتيجة تلقيها جرعات الكيماوي داخل المستشفيات لمدة طويلة.
وتضيف " لم أستطيع في هذه المرحلة التقدم لاختبارات الثانوية العامة حيث استمر العلاج مدة تسعة أشهر متواصلة، إلا أن توقفت عن اخذ جرعات العلاج نتيجة تماثلي للشفاء، ومن ثم قررت الالتحاق بالمدرسة ".
وأوضحت الطالبة مريم الحافظة لكتاب الله ان دعم واسناد أهلها كان دافعاً لها في التفوق بعد ان تهيأت لها ظروف الدراسة، بالإضافة إلى دعم الأطباء والممرضين الذين تابعوا حالتها الصحية باستمرار.
وحول تلقيها نتيجة النجاح بيَّنت الطالبة مريم انها عاشت لحظات من التوتر والترقب انتهت بفرحة وشعور لم يوصف جعلها تقفز فرحاً بتفوقها لتنسى لحظات الألم والوجع.
وتعتبر تجربة الطالبة مريم مع مرض السرطان وتغلبها عليه، حافزاً للتوجه لدراسة علم النفس والعمل في مجال الدعم النفسي، وذلك بعد احساسها بأهمية الدعم المعنوي والنفسي للمرضى من واقع تجربتها العلاجية،
مضيفةً " اطمح ان اكون أخصائية نفسية في المستشفيات وبجانب المرضى، حيث ان احساسي بشعور المرضى يدفعني للدراسة و العمل في هذا المجال نتيجة تجربتي القاسية مع مرض السرطان".