ازدهار الحج علي "صانعة القش"

08.08.2022 02:55 PM

نابلس - جولان قرعش - وطن: في منزلها الواقع في قرية جماعين جنوب مدينة نابلس تجلس ازدهار الحج على (46) عاماً على بسطةٍ وسط كومة من القش، تنتقي الأعواد الأقوى والأمتن لتصنع منها صواني متعددة الأشكال والأنواع. ولعل أول ما يلفت نظرك في بيتها القروي القديم هو مدى اهتمامها باقتناء القطع التراثية، فلا يكاد يخلو أي حائط من صواني القش التي صنعتها بيديها.

تقول  ازدهار أم عمر - لوطن:  وهي تستذكر أول صنية قش أنجزتها: كنت أجلس بجانب والدة زوجي، وانا أنظر اليها وهي منهمكة في نسيج الصواني ،وأخذ القشة التي تضعها جانباً كونها هشة لا تصلح لأبدا بتقليدها بكل خطوة، ومن هنا أدركت مدى حبي واهتمامي، فباشرت بتعليمي بهذه الحرفة.

كانت الأرض قديما مصدر الرزق الأساسي خاصة للفلاحين وعليها الاعتماد الأكبر في أغلب المهن والحرف التقليدية، كحرفة صناعة صواني القش الذي يُأخذ من سنابل القمح بعد حصاده.

تضيف ام عمر - في بداية عملي  واجهت الكثير من العقبات، إذ أصبح القش غالي الثمن نتيجة أقبال الناس عليه، وليس لدي المال الكافٍ لشراءه بكميات كبيرة، وطالما يحتاج الى جهد ووقت أكثر، وصعوبة التوافق بين مهنتي وعائلتي.

تحدثنا ام عمر - وهي تمسك بيدها صنية القش أنجزتها للتو عن المراحل التي تمر بها صناعة الصواني، فتقول " أول مرحلة هي مرحلة التَقشيش أي عملية أنتقاء سيقان القمح المناسبة وفصلها عن السنابل، ثم تنقع بالماء الساخن ونلفها بقطعة قماش بيضاء لتحافظ على مرونتها وعدم تكسرها أثناء النسيج ".

وتطمح ام عمر - الى توفير جمعيات حاضنة  لدعم لنساء اللواتي يعملنَ  بالصناعات  اليدوية كالقش وغيرها، لتشجيعهن دخول سوق العمل، بأبسط المهن.

وتحمل الصناعات اليدوية خاصة للنساء بعدين تراثي واقتصادي، فهي من جهة، تعبر عن تاريخ وثقافة شعبنا الفلسطيني حيث تجسد وجوده على أرضه عبر حضارات متواصلة، إضافة إلى أن هذه الصناعات تشكل مصدرا حقيقيا لتنمية الدخل إذا ما تم استغلالها وتطويرها بالشكل المطلوب.

تصميم وتطوير