اول القتل ... تظاهرة مضادة يا فتح-نائلة خليل
29.07.2013 11:01 AM

كل ما كان يريده الشباب والصبايا هو إطلاق سراح رفاقهم والإطمئنان على المصابين منهم، وعلمت أن وزير الداخلية قد وافق على إطلاق سراحهم حسب اتصالاته مع قادة الجبهة الشعبية، لكن الشرطة التي قالت أنها ستطلق سراحهم في التاسعة والنصف مساء ظلت تماطل وتماطل حتى منتصف الليل ولم تطلق سراحهم أيضا .
المسؤول هناك قالها صراحة"لن نطلق سراحهم بشروط، وطالما بقيتم هنا". لكن الشباب والصبايا ظلوا يهتفون بعض الهتافات كانت غاضبة ومستفزة وتخوينية، لكن من يستطيع إسكاتهم أو إقناعهم أن بين الغضب والإحتجاج والتخوين مسافة إن تجاوزناها سنحترق جميعا.
الشرطة وعدت بإطلاق سراح الشبان ولم توف بوعدها، فتقدم الشبان الغاضبون وبدؤوا بالهتاف... دقائق وكانت شرطة مكافحة الشغب تطل من البوابات على أهبة الاستعداد، الاستفزاز طال ... والشبان قرروا عدم الاحتكاك بالشرطة حتى لا يعود الجميع للمربع الأول، وبدل أن يكون هناك خمسة شبان محتجزين عن الشرطة سيتضاعف العدد مرات ومرات.
لكن ماذا حصل: لسبب ما لا يعرفه إلا الله و"كهربجي شاطر" أطفأت حبال الإنارة التي تمتد من بناية الشرطة الى الشارع، ليغرق المكان في شبه عتمة لولا أعمدة إنارة الشوارع البعيدة نسبيا لعم الظلام كل شيئ أقل من نصف ساعة وإذا بمسيرة فتحاوية مضادة تأتي من المنارة باتجاه مقر الشرطة حيث يتجمع أنصار الجبهة الشعبية منذ ساعات!!! أنصار فتح رددوا المزيد من الهتافات الاستفزازية والتخوينية، وهتافات لا أعرف أين تًصنف مثل" احنا رجال الشرطة" و"سيسي سيسي وبيت أنيسة "، هتافات ومماحكات بدأها أنصار فتح، ولاحقا رد عليها أنصار الجبهة بالنشيد الوطني الفلسطيني، لكن صبرهم سرعان ما نفذ وعادوا الى هتافاتهم الأولى .... تمنيت لو أن أنصار الجبهة يرددون من وراء فتح كل هتافاتها حتى المستفزة منها من باب رد الفعل غير المتوقع.
الموقف كان استفزازيا ورائحة كراهية وعدوانية تعبق في المكان، عندما طلب احد العقلاء من مسؤول الشرطة أن يفصل بين الطرفين تجنبا للاحتكاك غير المحمود عقباه، أجاب المسؤول:" من حقهم أن يتظاهروا أيضا"، دقائق والموقف كان مرشحا لطوشة كبيرة وكان استعداد البعض لان يبدأ بالعنف واضحا ولا يحتاج لدليل، لكن تدخل أهالي الشبان المعتقلين الذين أصروا على مغادرة أنصار الجبهة المكان تجنبا لإراقة دم باتت محتومة أنقذ الموقف ... لن أتساءل عن الكهرباء التي قُطعت فجأة، ولا عن أنصار فتح الذين ظهروا في نوبة احتجاج لمناصرة الشرطة وتجديد البيعة للرئيس أبو مازن .. وهنا سأكتفي بالقول أن أول القتل سيحدث ذات يوم بمسيرة مضادة استفزازية يقودها غير العقلاء في فتح. لكن لا أستطيع إلا أن أتساءل :" لماذا لم يسمحوا لمسيرة الجبهة الرافضة للمفاوضات بالوصول الى الباب العالي في شارع الإرسال، كانوا سيصلون ويهتفون ويذهبون لحال سبيلهم، والمفاوضات ستستمر حتى لو رفض الشعب كله.. اليوم رأيت بذور شبيحة في المكان حتى اسألوا من كان هناك من غير أنصار الجبهة .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء