محمد أحمد سالم يكتب لوطن .. انقلاب موسوعة جينيز!

28.06.2022 07:15 AM

  يا خبر اسود.. يا نهار اسود.. أي مصيبة نحن فيها؟! التفت المعلم عجوة محدثا الجالس على نفس الطاولة بالمقهى ويبدو أنه جالس منذ فترة منتظر الفرج.. مين يصدق يا ناس ان العم عشم ،الذي يغلب على شخصيته الفرح والمرح، والكتابة الساخرة التي ترسم على وجوهنا اجمل ابتسامة .. كتاباته المرهفة الساخرة، المُحببّة.! جالس مهموم. والإنكسار ظاهر عليه؟!، قهوة سادة يا بلبل كي ينسى عم عشم أحزانه.

ضحك بلبل القهوجي ورد .. عيني يا معلم.


- كركر المعلم عجوة نفساً طويلا من الشيشة وأخرج الدخان بكثافة، متحدثا بصوت مكتوم: خير ياعم عشم ..كفي الله الشر؟!، كان مشهد غريب، فمن يرى العم عشم. بملابسه الانيقه، وقد ارتسم على وجهه كل معاني الحزن واليأس. ولم يزل بريق عينيه يلمع، واثر الكلمات التي  تسبح فيها، و روحه الطيبة باباً للإتصال الذي لم ينقطع مع كل الناس. روح فنان محب لوطنه.


-  اخيرا قرر ان يرفع راسه وهو يتطلع بنطرة حزينة، قال بصوت متدهج: الحقيقة إني قرفان؛ و ليس لي رغبة في شيء وتوقفت عن إكمال مجموعة المقالات التي كادت أن تكتمل!.  الوضع خطير عن جد .. المعاناة أصبحت  شديدة في الوطن، أنا قرفان ومندهش ومستغرب، ولا أجد تفسيرا لأفعال هؤلاء؟! ، فقد عرفت السياسة منذ زمن مبكر .. ولكني لم أعرف أو أخبر شغل الضراير؛ فالبعض غامض، والبعض أجوف وآخرين ليس لديهم الكثير من الذوق ويملكون صلفا وتعجرفا!، و هناك تساؤلات كثيرة تدور في الاذهان ولا تخرج الى النور . وهناك محاولات لاسكاتها!. ليس العجز عن الجواب ...ولكن هناك حالات متسخة خارجة عن المألوف لا تجيبك عن تساؤلاتك ولكنها تثبت ان المخطط الصهيوني قد حقق النتائج المرجوة.


- أطرق المعلم عجوة رأسه قائلا: خلاص يا سيدي، محدش مختلف معاك؛ و يوم بعد يوم يزداد حجم اندهاشى وتتضاعف أسباب حيرتى من استمرار الانقسام والخراب ، وتدنى المستوى فى كل شىء على الإطلاق، فهل ما زلت بعقلى أم أننى فقدته؟ فى ظل هذا المناخ المزدحم بالكذب والدجل السياسي؛ و بالمفاجآت والسخافات والسلوكيات غير المنطقية.


واستطرد: عجبت لك يا زمن.. وأي عجب قد عجبت!  وكيف لي لا أعجب و عيني ترى أعجب العجب، واللي بتعجب له اكثر .. كلهم عايزين يمتلكوا البلد ويفضلوا طول عمرهم حكام ونخبة..واحتلال.. و سخام و طين  وسواد  وخراب، و برغم من كل هذا الدمار  كلهم بيعملوا على جعلها قضية  مشوهة ومريضه لا قيمة لها؛ كيف تجتمع كل المتناقضات المقرفه فى سله واحده؟! واضح إننا لا نريد أن نحترم أنفسنا، و تستمر الخلافات الهبلة والعبيطة..و قافلة التطبيع تسير ونحن من الألم نعوي!.. و الحافلة تسير ونحن في الأنقسام نهوي!


- من الآخر .. اللي يعرف حد من موالسة الانقسام يقول له: عيب إختشوا  على دمكم .. كفاكم منفخة وبيض على هالشعب الفقير والمسكين المغلوب على أمره.. وبلاش معارك داخلية فارغة، لقد هرمنا نحن الفقراء والمضطهدين. المحرومين من أبسط حقوقنا، فى ظل عدم مسؤوليتكم الحقيرة .. غير كده، كلوا كلام فارغ وإنجازاتكم ما هي إلا منفخة واستعراض أسدي حزبي تافه!! واصبحنا نسخة باهتة مبتذلة من احط، و أوسخ النظم الديكتاتورية البائد!، وفوق البلاء احتلال صهيوني و خراب وانقسام .. خراب مستعجل !


- ربما تكون المرة الرابعة أو العشرة التي أشاهد فيها المعلم عجوة يكلم نفسه.. بصوت عال .. وهو يقول: أتعرفون لماذا يكتب العم عشم؟ لإنه غاضبا! نعم غاضب؛ يكتب كوميديا ومقالات ساخرة!  تلك وسيلته للإحتجاج على الأوضاع الخراء والخراب، تلك وسيلته ليتنفس، وينفس عن غضبه،وغضب اهل البلد/ بلدين/  يكتب ليحيا، يكتب ثم ينظر إلى الحكام- اشباه حكام-  وصغارهم، من خلال السطور، بعين الإستصغار والتفاهه والدهشة، كيف يحكم  مثل هؤلاء بلدا مثل فلسطين الحبيبة الكبيرة رغم كل شيء! فطبيعة العم عشم لا تتفق مع العنصرية الحزبية، و الانقسامات، ولا مع سادة تنجير الخوازيق، وأساتذة الكواليس والكوالسة.

- لا تقلق يا عم عشم.. النهاية قادمة لا  محالة..حياتك الباقية يا حبيبي ربنا يباركلك.. تسلم حبيبي والله كلك واجب .. مع ألف سلامة. يا صاحب الضحك المجروح.
ملاحظة/ لا يوجد أحد فى المكان والمقهي
"مغلق للتحسينات" !!.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير