الأسر وما يعنيه من وجهة نظر إسلامية - الأسير المحرر جعفر عز الدين

25.07.2013 10:37 AM
(الأسير المحرر جعفر عز الدين خاض فترتي إضراب فردي عن الطعام في موجة إضرابات الأسرى الأخيرة، الأولى كانت 54 يومًا والثانية 93 يومًا).



يعيش كثير من اسرى المسلمين في سجون عربيه وغربيه عموما وفي سجون الاحتلال الاسرائيلي خصوصا فكيف ينظر الغرب الى اسرى المسلمين وكيف يتعاملون في سجون الظلم والاضطهاد حيث لا حرمه ولا حقوق ولا كرامه لهاؤلاء الاسرى كما المثل في التعامل لدى ابناء جلدتنا في سجون الانظمه الفاسده المتغربله والمتأمركه حيث تعيش مجموعة من الأسرى المسلمين في معسكر بـ"جوانتانامو" وضعاً متفرداً صعباً يستوجب من أهل الإسلام وقفة تعاطف ومناصرة جادة، ولابد من تحريك هذا الموضوع على أكثر من صعيد، ولعل بعض من اطلق سراحهم من هناك اوضحوا وبصوره جليه ماذا يحدث هناك وما تعرضوا له من تعذيب بابشع الصور اللااخلاقيه من قبل طاقم المعتقل ومن اجهزه المخابرات الامريكيه كما يتعين العمل بالمثل لاسرى المسلمين في روسيا حيث الاسرى الشيشانيين الذين ذاقوا صنوفا من العذاب منذ القرن السابع عشر حتى ايامنا هذه فقد تعرض الشعب الشيشاني لاكثر من 17 مره من حروب الاباده الجماعيه والتطهير العرقي.

كما تعج سجون انظمتنا الفاسده بالاسرى الابرياء ومن المسلمين الذين يقولون ربي الله ليس الا ومنهم من لم يرى الشمس عشرات الاعوام ومن لا يعلم اهله وذويه اين هو وان كان حيا او ميتا والأسر ظاهرة مرتبطة بالحياة البشرية ، وبالحرب على وجه الخصوص ، والأسير من اخذ في الحرب ، وقد تطلق على من يؤخذ سلماً، أو من يسجن أو يؤسر.

وكان الأسير قديما لدى الامم السابقه من حقهم أن يصلبوه أو يُحرقوه أو يقتلوه أو يعذبوه كيفما شاؤوا حيث ان الاسر بمرارته وغربته وغموض مستقبله وانقطاع الإنسان عن أحبته وأهله وزوجه وولده يشوي الأسير ويكويه بنيران الشوق واللهفة والمحبة ولذلك كان الأسر فرصة للإبداع وللشعر وللكتابة، وهذه المعاناة الصادقة الجادة كانت وراء الكثير من الإبداعات العلميه والأدبيه والثقافيه ومنها كسب الشهادات الجامعيه وحفظ القران والتفسير ودورات احكام التجوبد رغم ما يتعرض له الاسير من قمع وعزل وتنكيل وهتك للعقول والاجساد وهذا ما لمسناه وعايشناه في سجون الاحتلال الاسرائيلي منذ اكثر من ستون عاما فهو امر ممنهج ومدروس من قبل الشين بيت الجهاز الاكثر خبثا ومكرا لدى بني صهيون ولأن الأسر جزء من الحياة البشرية كما هو الشأن في الحرب ذاتها ، فإن الإسلام قد نظم شأن الأسير وكيفية التعامل معه وفق المنهج الرباني القائم على العدل والاحسان حيث شرع الله سبحانه الأسر كما في قوله تعالى "حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق" والحرب الشرعية العادلة لابد منها لمقاومة المعتدين والظالمين ودفع العدوان وإزالة العقبات التي تحول بين الناس وبين معرفة الحق واتباعه ، فإن الأسر جزء من مقتضيات الحرب ، ولهذا قال سبحانه " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب وهذا ما يحصل عاده في الحروب.

فالحرب جزء من الحياة متى كانت حرباً عادلة لا يُقصد بها مجرد التوسع والاستيطان والاحتلال الظالم للشعوب، ولا العدوان والبغي بغير حق ، وكم لهذه الحروب من أثر في بناء الحضارة وتجديد نسيجها واستئصال آفاتها .وفي كتاب الله تعالى آيتان تتحدثان عن الأسرى الأولى : قول الله سبحانه وتعالى : ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض وهذه الآية نزلت بعد معركة بدر لما أسر المسلمون من أسروا من المشركين .فما كانت النتيجه ان يفرج عنهم بعد ان يقوم كل اسير بتعيم القراءه والكتابه لعشره من المسلمين وهاذا ما حصل الثانية : قوله تعالى : " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منّا بعد وإما فداءً حتى تضع الحرب أوزارها " وفي كلام أهل العلم اختلاف ، لكن الراجح أنه ليس بين الآيتين تعارض ولا نسخ فإن المعنى واحد ، فالله تعالى يقول في الآية الأولى : "ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض " فإذا أثخنوا في قتل أعداءهم حتى يكون عندهم خوف ورعب فبعد ذلك يأتي النص الآخر الذي يأذن بالأسر بعد الإثخان " إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق " فالأسر يكون بعد الإثخان وليس معه أو قبله ، فليس ثمت نهي عن الأسر ، وإنما أمر أن يكون الإثخان هو الأول ، وبعده يأتي الأسر.

فالإثخان لتحطيم قوة العدو وكسر شوكته ثم يكون الأسر، والحكمة فيه ظاهرة ؛ لأن إزالة القوة المعتدية المعادية هو الهدف الأول من القتال وهناك فرق شاسع بين مفهوم الاسر في الاسلام وبين ما يمارس بحق في سجون العالم وما يتعرض له المسلمون في هذه السجون حيث الانتهاكات للقوانين التي كتبوها ونصوا عليها بانفسهم ووقعوا عليها لدى المحافل الدوليه والتي نص على حقوق الاسير وعيشه بكرامه مما اضطر لبعض الاسرى ولثله مؤمنه في سجون الاحتلال الى اللجوء لمعركه الامعاء الخاويه معركه الدفاع عن العزه والكرامه معركه التصدي بالدماء واللحون لاشرس سجان على الارض

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير