النفايات الصلبة في غزة خطرٌ يحدق بالمواطنين ودخل يعيل آخرين

21.06.2022 01:14 PM

وطن: ينتشر العشرات من المواطنين منهم أطفال في محطة تجميع النفايات في "القرية البدوية" شمالي قطاع غزة حول أكوام النفايات، ينبشونها بأيديهم المنهكة بحثًا عن المواد البلاستيكية والمعدنية وغيرها؛ علّها تقوّيهم على مشقة الحياة.

وبين الأكوام التي امتدت لعشرات الأمتار يواصل أحمد - الذي تحفّظ على ذكر اسم عائلته- البحث عن كل شيء يمكنه الاستفادة منه ببيعه في سوق الخردة.

بعيونٍ بدت كعيون الصقر كان يتفقد كميات القمامة التي يلقيها عمال النظافة في المحطة حتى يلتقطها قبل أن تسبقه يد آخرين إليها، وعادة يباشر عمله في ساعات الفجر الأولى في نبش القمامة المتواجدة أمام البيوت ومن ثم ينتقل إلى هنا في إشارة "لمحطة تجميع النفايات".

والنفايات الصلبة بحسب مختصين في الشأن البيئي هي مواد عضوية ومعدنية وزجاجية وورقية وغيرها، تحتاج إلى مئات السنين للتحلل، ويشكّل تواجدها خطرًا بيئيًا، ومنها النفايات السائلة والغازية والطبية وغيرها.
ويضيف الشاب العشريني: "هذه القمامة مصدر رزقنا الوحيد. عملنا يتواصل دون توقف على مدار الساعة، بحثًا عن أي شيء يمكن بيعه، وإذا ما تغيّبنا لساعة سنفقد الكثير من المواد التي نعمل على جمعها مثل البلاستيك والقطع الحديدية وحتى الورق والكرتون وبعض قطع "الأنتيكة" التي يتخلى عنها أصحابها".

ويحاول أحمد وأخوه الذي يشاركه العمل ذاته أن يحافظا على سلامتهما قدر المستطاع من هذه القمامة التي تنشر الأمراض من جهة ونظرة الناس غير المرتاحة تجاههم من جهة أخرى، تبعاً لحديثه.

استطلاع رأي
يُجمع بيئيون أن ظاهرة النبّاشين مقلقة، لأن عملهم يقع في أكثر الأماكن خطورة.
وقال عدد من المختصين في استطلاع رأي أجرته "آفاق البيئة والتنمية" إن مشكلة النبّاشين تحتاج إلى تدخل جميع أطراف المجتمع ومكوناته بحكم وضع غزة الاستثنائي، والعمل على وضع تصور لاستيعاب هؤلاء النبّاشين بواسطة جهات مانحة لدعم مشاريع إعادة تدوير النفايات لكن قبل وصولها إلى المكبات.

وشددوا على ضرورة منعهم من دخول المكبات، لا سيما عقب وفاة الفتى أسامة السرسك داخل مكب النفايات الرئيس في القطاع، اذ كشفت التحقيقات أنه لقي حتفه في أثناء عمله في البحث بين أطنان النفايات، وعُثر عليه مدفونًا تحت أكوام القمامة في المكب ما أدى إلى وفاته، فيما لم يتنبّه العاملون هناك إليه.

وأعربوا عن قلقهم لما تحمله مهنة النبش في النفايات من مشاكل كبيرة ومعقدة، "لا سيما أن صاحبها يتعامل مع كل أنواعها، الصلبة والسَامة والكيميائية والفيزيائية، وبالتالي هو عرضة لميكروبات وجراثيم وعناصر ثقيلة.
ويرى المهتمون أن الحكومة والبلديات والمؤسسات الدولية ذات العلاقة مُطَالبة بالعمل على تنفيذ مشروع إستراتيجي يساهم في حل مشكلة النفايات الصلبة التي تتفاقم في قطاع غزة، وتشكل خطرًا على حياة الانسان الفلسطيني، موصين بإقامة مشاريع لتوليد الطاقة من النفايات على غرار دول عدة.

1800 طن يوميًا
بدوره يقول م. عبد الرحيم أبو القمبز المدير التنفيذي لمجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة في محافظتي غزة والشمال:" إن قطاع غزة الذي يقطنه نحو 2 مليون و200 ألف مواطن يخلّف يوميًا نحو 1800 طن من النفايات الصلبة".
وعن مكونات هذه النفايات يفيد قائلًا: "عند تحليل النفايات الصلبة المتراكمة في المكبات نجد أنها تحتوي على 58% مواد عضوية، و 15% بلاستيك، و14% ، ورق وكرتون،  و1.5%حديد، و0.5% زجاج، وما تبّقى مكونات أخرى مثل الرمال ومخلفات أبنية وزراعية وغيرها.

وتتكدّس النفايات داخل المكبات الرئيسة شمالي ووسط وجنوبي القطاع وتحتوي على كميات ضخمة.
ويشير أبو القمبز إلى أن مكب جحر الديك يحتوي على نفايات صلبة مكدسة تصل لنحو 4 مليون طن منذ عام  1986حتى تاريخه والمقام على  مساحة تمتد لـــ 220 دونمًا، فضلًا عن تراكم النفايات الصلبة في ثلاث عشوائيات في الشمال وهي مكب جباليا الواقع شرق محطة معالجة الصرف الصحي ويتكدس فيه 700 ألف طن من النفايات الصلبة  ومقام على مساحة تفوق الـــ 80 دونمًا، ومكب بيت لاهيا غرب أبراج الندى ويضم أكثر من 350 ألف طن ومساحته تتجاوز 30 دونمًا، ومكب ثالث يقع بالقرب من الجدار الفاصل في بيت حانون ويحتوى على نفايات صلبة مكدسة تصل لما يزيد على 100 ألف طن.

ويضم قطاع غزة 42 عشوائية متناثرة في المحافظات تتراوح كمية النفايات الصلبة فيها ما بين 3 و5 طن.
ويضاف إلى مكب جحر الديك مكب نفايات "وادي السلقا" الواقع في شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ومكب "صوفا الفخاري" بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ويعمل العشرات من النبّاشين في هذه المكبات، ما يؤدي الى عرقلة العمل فيها.
وحول مدى الخطورة المترتبة على بقاء هذه النفايات منذ سنوات في ذات المكان دون فرز وتدوير يشرح بقوله: "مكب جحر الديك مراقب هندسيًا ويستخدم فيه الطمر الصحي، بيدَ أن ما يؤرقنا غياب عملية فرز وتدوير هذه الكميات الكبيرة من النفايات الصلبة، باستثناء محاولات نبّاشين ينتشرون في أماكن تجمع النفايات للتدوير والفرز وذلك بنسب ضئيلة".
وأوضح أن هؤلاء يجمعون البلاستيك بالدرجة الأولى ويبيعونه ومن ثم يعاد تدويره، أما الحديد يُجمع ويُكبس ومن ثم يُباع لمصر أو "إسرائيل"، كما تُجمع كميات قليلة من الورق وتُرسل لمعامل إنتاج كرتون البيض.

الوضع الاقتصادي سبب
وفي معرض رده على انتشار النبّاشين بين الحاويات في الشوارع والتجمعات العشوائية والمكبات الرئيسة، عزا تواجدهم إلى الوضع الاقتصادي المتردي في القطاع والذي أنتج شريحة كبيرة من النبّاشين سواء الذين يعملون في نبش القمامة في المدن أم في المكب المركزي.

وبيّن أن تواجد هذه الفئة تسبّب في مشاكل للنبّاشين وإدارة المكب على حد سواء، لأنهم يعيقون العمل ويتسبّبون في إشعال المكبات، مشيرًا إلى محاولات عدة من قِبل البلدية والمجلس لمنع وصول النبّاشين إلا أن الوضع الاقتصادي الصعب حال دون ذلك، وصعّب الأمر لا سيما أن أعدادهم كبيرة تُقدّر بنحو 150 شخصًا.

وعن كيفية جمع النفايات الصلبة، يقول المدير التنفيذي لمجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة في محافظتي غزة والشمال: "يوميًا تتم عملية الجمع على مرحلتين، الأولى من مهام البلديات وتُجمع من بيت لآخر وذلك وفق النظام الداخلي للمجلس، والثانية تُعرف بعملية الجمع الثانوي، إذ تتم عملية النقل من الحاوية إلى مكب النفايات المركزي في جحر الديك الذي يستقبل يوميًا نحو 1200 طن تشمل محافظتي غزة والشمال والمخيمات التي تشرف عليها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" وبعض بلديات المحافظة الوسطى.

وذكر أبو القمبز أن مكب جحر الديك عليه رقابة ضمن نظام متكامل، فيدار بطريقة هندسية إلا أن مشكلته الأساسية في كونه مكب قديم أُسّس في عام 1986 وعمره الزمني شارف على الانتهاء، مؤكدًا أن المجلس وبلدية غزة يسعيان لجلب تمويل لمشروع إستراتيجي بهدف إنشاء مكب جديد أو توسعة المكب القائم.

مبادرات محدودة
ومن جهة أخرى يشير م. أبو القمبز إلى إجراء اتصالات وإطلاق مبادرات بهدف تعزيز عملية فرز نفايات المنازل ضمن الجهود في تعزيز المشاركة المجتمعية والحفاظ على البيئة والصحة العامة، قائلاً:"مبادرة "سلة بلدنا" لفرز النفايات المنزلية، تأتي ضمن هذه الجهود في الحفاظ على البيئة ".

وفكرة المبادرة تقوم على التعاون والمشاركة المجتمعية في عملية فرز النفايات المنزلية، لإعادة تدويرها والاستفادة منها، وقد عمل طاقم المبادرة على جمع النفايات المنزلية من 10 أبراج سكنية في منطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة وفرزها بالتعاون مع السكان، للاستفادة منها وإعادة تدويرها واستخدامها في صناعات مختلفة وقد ارتكزت على فصل مادة البلاستيك بالدرجة الأولى.

ونفذّ المجلس أيضًا مبادرة ناجحة بدعم وتمويل من مؤسسة "جايكا" اليابانية وهي وحدات فرز وتصنيع المادة العضوية "الدبال المنزلي" اُستهدف فيها 170مستفيدًا ممن تنطبق عليهم الشروط وتمثلت في أن تتوفر لديهم الرغبة وأن يمتلكوا حديقة منزلية.
تلّقى المستفيدون من المشروع تدريبًا، وعلى مدار ثلاثة أشهر لم تتوقف متابعتهم والنتائج كانت مذهلة، فأكثر من 95% شغلّوا هذه الوحدة، معربًا عن أمله في تنفيذ مشاريع قادمة للاستفادة من كافة النفايات المختلفة.

سألناه عن مستوى الوعي لدى الإنسان الفلسطيني تجاه آلية التعامل السليمة مع النفايات الصلبة من حيث فرزها ومن ثم تدويرها، وكان رأيه أن المجتمع ينقصه الوعي بدءًا من فرز النفايات الصلبة وتجميعها ومن ثم بيعها لإعادة التدوير، الأمر الذي يتطلب جهدًا مركزيًا من الحكومة والبلديات والمجالس.

ويسعى مجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة و"القطاع الخاص" والدول المانحة لتنفيذ مشاريع إستراتيجية على غرار مشروع زهرة الفنجان الذي بموجبه ستُحوّل النفايات التي تصل المكب في محافظة جنين بالضفة الغربية إلى كهرباء.
وفي السياق نفسه أضاف: "الوزير مجدي صالح قال إن المشروع التالي في قطاع غزة، خاصة وأننا الأكثر احتياجًا لمثل هذه المشاريع، إذ نعاني ندرة الأراضي لإقامة مكبات أخرى ونقص الكهرباء، والمشروع المزمع تنفيذه كل مواصفاته تنطبق على قطاع غزة وخاصة في محافظتي غزة والشمال اللتين تنتجان ما يقارب 1200 طن يوميًا من النفايات الصلبة.
ووصفه بــ "المشروع الإستراتيجي الذي يجب أن تتبناه الدولة "الحكومة" مع القطاع الخاص بما يوافق التطلعات إلى إنتاج 50 ميجاوات".

ودعا م. عبد الرحيم أبو القمبز في ختام حديثه إلى العمل على تنفيذ مشاريع إستراتيجية تحافظ على البيئة الفلسطينية.

للبلديات دور
يتفق المختص في الشأن البيئي م. ماجد حمادة مع سابقه في أن البلديات لها دور في جمع النفايات كونها تعمل على جمع 85% من النفايات الصلبة، إضافة إلى "أونروا" التي تتولى مسؤولية جمع وترحيل 10% من النفايات علمًا أنها تخدم المخيمات فقط، و5% يقوم على جمعها وترحيلها مؤسسات القطاع الخاص.

وينوه م. حمادة أن البلديات تجمع وترّحل ما يقرب من 1500 طن من النفايات يوميًا، وتعتمد في جمعها على آليات متهالكة وضعيفة تجاوزت عمرها الزمني بعشرين عامًا، إلا أنه لا يمكن استبدالها، أو شراء غيرها بسبب الحصار وعدم قدرة البلديات ماديًا كما تحتل خدمة جمع وترحيل النفايات الصلبة أهمية كبيرة على كافة المستويات، لما لها من آثار اقتصادية واجتماعية وصحية وبيئية.

ويبّين أن فِرق النظافة تعمل على جمع ونقل النفايات من الحاويات مختلفة الأحجام المنتشرة في شوارع وأزقة المدن يوميًا، إذ تبذل البلديات جهدًا دوريًا لتطوير خطة النظافة للحصول على نتائج أفضل والارتقاء بمستواها في المدن، وذلك بالتوازي مع تنفيذ أنشطة وفعاليات توعوية حول أهمية فرز النفايات الصلبة من المصدر وتقليل حجم النفايات.
وفيما يتصل بمحطة ترحيل النفايات في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة يرى أنها من أخطر محطات الترحيل على الإنسان والبيئة المحيطة في القطاع، وهي مقامة فوق الكثبان الرملية التي تعد من أهم مصادر المياه الجوفية، وعلى مقربة من أكثر الأراضي الزراعية خصوبة.

وحسب دراسات أجراها مختصون بالشأن البيئي، فإن الوضع البيئي في بلدة بيت لاهيا يتجه إلى الانهيار مع تفاقم أزمة التخلص من النفايات.

المحطة الأخطر
تهدد محطة ترحيل النفايات الصلبة حياة الآلاف من المواطنين القاطنين في الشمال، ما جعل بلدية بيت لاهيا تقر بالخطورة البيئية لمحطة الترحيل على الإنسان والبيئة، ولكن ضعف الإمكانيات المتاحة هي السبب وفق مسئوليها، تبعًا لحديث حمادة.
كما أن تهالك المعدات والسيارات التي انتهى عمرها الزمنى وحاجتها للإصلاحات أضعف كثيرًا من أدائها.
وزاد م. حمادة بالقول إن محطة ترحيل نفايات بلدية بيت لاهيا أُنشئت استثنائياً جراء الإغلاقات المتكررة لقطاع غزة إبان انتفاضة الأقصى، ومنع الاحتلال آليات البلدية وجرافاتها من الوصول لمكب النفايات الواقع في منطقة جحر الديك بجوار الشريط الحدودي لدواعٍ أمنية.

وعلاوة على ما سبق، بدأت معاناة المؤسسات في الظهور بسبب الحصار الإسرائيلي على غزة من خلال تعطل الآليات والشاحنات، فهي قديمة ومتهالكة والاحتلال يمنع دخول شاحنات جديدة لغزة من المعابر، وبالتالي فإن البلدية تعجز عن أداء مهامها "ما يثير الرعب في خضّم المخاطر الجسيمة التي نتجت عن المحطة من رائحة وحشرات وتكاثر للجرذان والكلاب الضالة، دون إيجاد حل جذري لذلك".

ويقول م. حمادة إن احتواء النفايات الصلبة على سائل مائي هو عبارة عن عصارتها قد يؤدي الى تلوث المياه الجوفية في حال تسربها إلى باطن الأرض من جهة، ومن جهة أخرى يهدد تكاثر وانتشار الحشرات الصحة العامة ويوفر بيئة خصبة لنقل الأمراض الجلدية والطفيليات، وهذا أخطر ما في الأمر.

ويلفت الانتباه إلى أن "تأكسد المواد العضوية الموجودة في القمامة لا هوائيًا يؤدي إلى تصاعد كبريتيد الهيدروجين وغاز الميثان القابل للاشتعال، وهذا يوّسع رقعة الاشتعال فتتسبّب الغازات في حدوث الأزمات الصدرية والقلبية وأمراض الربو".

وحسب القانون الفلسطيني والمواد (7-8-9-10—23) في قانون 7 لعام 1999م، وبناءً على التعليمات الصادرة من سلطة جودة البيئة سنة 2004 بشأن إدارة وتداول النفايات الصلبة لا بدَّ من موافقة السلطة على إنشاء محطة ترحيل أو مكبات النفايات.

وتنص المواد على تخصيص كل حفرة لردم فئة محددة من النفايات، بحيث يكفي حجمها للاستعمال لمدة لا تقل عن عشر سنوات، وبما يضمن إدارتها المستدامة، كما يشترط القانون أن يكون موقع تجمع النفايات بعيداً عن المناطق السكنية ومحاطًا بمادة عازلة لحماية المياه الجوفية، ووجود نظام لمعالجة العصارة، ويكون عكس اتجاه الريح، إلا أن هذه الشروط لا تتوفر في مكب الشمال.
محذرًا من أن المكان الذي بُني عليه المكب ليس ملائمًا ويشكّل خطراً على البيئة المحيطة، لكن الظروف الصعبة دفعت البلدية لذلك، مستطردًا: "لعب الاحتلال دوراً أساسيًا في هذه الأزمة بإغلاقه المكبّات الرئيسة في بعض الأحيان، ومنعه دخول الشاحنات الثقيلة للعمل فيها، ومن المؤسف إغفال إجراء دراسات بيئية قبل إنشاء المكبات أو محطات الترحيل".

ويختم حمادة حديثه قائلًا: "تُلقى النفايات الصلبة في التجمعات العشوائية في غزة بغرض التخلص منها دون مراعاة الشروط الصحية والبيئية؛ وإنما بطريقة عشوائية فيها مخالفة للقانون، مع عدم وضع الخطط الإستراتيجية الواضحة والمخططات الهيكلية للمدن والمحافظات، في حين تشهد كمية النفايات بأنواعها المختلفة زيادة مطرّدة.

 

خاص بآفاق البيئة والتنمية

تصميم وتطوير