“مساحاتنا”.. تطبيق لمساعدة النساء المعنفات في قطاع غزة
غزة- وطن- أروى عاشور: بأمان وسرية تامة، أصبح من الممكن للمرأة في قطاع غزة، حماية نفسها من التعرض للعنف عن طريق ضغطة واحدة عبر تطبيق ذكي تحول من خلاله لإحدى المؤسسات المخصصة لمساعدة النساء الفلسطينيات ضحايا العنف الأسري.
ويسمح التطبيق للنساء بالتبليغ عن العنف دون الكشف عن هوياتهن، من خلال عدة خطوات بسيطة، دون اللجوء إلى السلطات مباشرة، حيث أطلق عليه اسم "مساحتنا"، والذي يعتبر ضمن المشاريع المنفذة من قبل مركز الإعلام المجتمعي في غزة.
خلود السوالمة، مديرة قسم المشاريع في مركز الإعلام المجتمعي، قالت لوطن إن تطبيق مساحاتنا هو أحد الاستراتيجيات التي اتخذها المركز من أجل تسهيل الوصول للنساء الضحايا والناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي.
وأضافت السوالمة أن هذا التطبيق يعتبر أحد اهم الحلول التكنولوجية للحد من ظاهرة العنف ضد النساء في قطاع غزة، مشيرة إلى أن ظاهرة العنف ازدادت بشكل كبير خلال انتشار وباء كورونا، ومن أشهرها العنف المنزلي.
وأكدت السوالمة أن "تطبيق مساحاتنا" تطبيق آمن وسهل التعامل به يتم تحميله على هواتف "الأندرويد"، ويمكن النساء من طلب أي خدمة يمكن أن يحتاجوها في إطار تعرضهم للعنف، وخصوصا العنف المنزلي.
ويذكر أن مركز الإحصاء الفلسطيني، أعلن في آخر إحصائية لهذا العام، أن نسبة العنف ضد النساء في قطاع غزة قد تجاوزت 58%، حيث شهد القطاع عدد من حالات قتل النساء نتيجة العنف المنزلي.
ويشمل تطبيق "مساحاتنا" على عدد كبير من المؤسسات التي تقدم خدمات متعددة القطاعات منها النفسية والاجتماعية والصحية القانونية بالإضافة إلى خدمات المأوى، وغيرها، حيث أنها جميعها تحت نظام التحويل الوطني.
وحول برمجة التطبيق، اوضحت السوالمة أن المركز تعمد أن يكون القائمين على التطبيق من النساء فقط كون المرأة هي من تفهم مشاكل النساء، الأمر الذي دفعهم لإعطاء 18 مبرمجة عدة دورات تدريبية حول العنف المبني على النوع الاجتماعي، ليساعدهم في التخطيط السليم لتصميم التطبيق.
وفيما بعد شاركن المبرمجات في هاكاثون رقمي، كانت نتيجته حفل إطلاق تطبيق "مساحاتنا" بحلته الكاملة، الذي يوفر للنساء في قطاع غزة مساحة آمنة للتواصل مع المؤسسات المخصصة لرفع العنف ضدهم.
ومنذ إطلاق التطبيق حتى يومنا هذا استفاد أكثر من 180 سيدة في قطاع غزة عبر التواصل مع المؤسسات المجتمعية والتي تشكل قرابة 14 مؤسسة بمختلف المجالات، من أصل 450 سيدة تعاملوا مع التطبيق.
وتطمح السوالمة أن يتم تطوير التطبيق ليشمل العديد من الشرائح المجتمعية المختلفة وليس حكرا على النساء فقط، كالأطفال والشباب وذوي الإعاقة، بالإضافة إلى إمكانية تطويره ليمكن استخدامه على هواتف آبل.